responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 464
[4] - معركة الرملة: كانت هذه المعركة تجربة مريرة لصلاح الدين ولعله تعلم منها أن الخطأ مقارعة الصليبيين قبل أن يحقق توحيد الجبهة الإسلامية، فبتحقيقه لهذه الوحدة سيحصل على قوة زاخرة هائلة مستعدة للبذل في سبيل تحطيم قوة العدو المحتمل إضافة إلى أنه سيكون بوسع جيشه التحرك في رقعة أوسع على الرغم من أن صلاح الدين قد ألحق جزءاً لا يستهان به من بلاد الشام بدولته في مصر، منذ أن توجه إلى دمشق عام 570هـ/1174م، ثم ضم حمص وحماة، وحارم، إلا أن أجزاء واسعة ظلت خارج نطاق نفوذه [1]، وبعد أن عاد صلاح الدين إلى مصر سنة 572هـ/1176م قرر أن يقوم بحملة ضد الصليبيين، فخرج من القاهرة في عشرين ألف مقاتل [2] في شهر جمادى الأولى 573هـ/تشرين الثاني 1177م وخيّم بمدينة بلبيس المصرية الواقعة على بعد عشرة فراسخ من مدينة مصر على طريق الشام [3] ثم توجه منها إلى الأجزاء الجنوبية من فلسطين، فنزل على عسقلان التي يحتلها الصليبيون، وتمكن من أسر بعض الصليبيين، فأمر بضرب أعناقهم [4]، ولم يجد صلاح الدين أية مقاومة تذكر من العدو، فتفرق جنده يكتسحون القرى مغيرين، وأخذوا يجمعون الغنائم، ثم جمع صلاح الدين بعض جنوده وتقدم بهم نحو بلدة الرملة القريبة من الساحل والتي كانت من أكبر المدن الفلسطينية يومئذ ([5]
فاعترضهم نهر تل الصافية فتفرقوا يبحثون عن مكان يصلح لعبورهم، وبينما هم في هذه الحالة هجمت عليهم قوة صليبية، قبل أن يرتبوا أوضاعهم والظاهر أن الصليبيين كانوا يراقبون تحركاتهم، فباغتوهم في الوقت المناسب، وكان يقودهم الأمير الشهير أرناط ويسانده في مهمته بلدوين الثالث ملك بيت المقدس [6]، ولم يكن مع صلاح الدين في تلك اللحظة سوى عدد ضئيل من أمرائه وجنده، لأن أكثرهم تفرقوا في طلب الغنيمة [7] ثم بدأت المصادمات وتجمع جند صلاح الدين، واشتبكوا مع الصليبيين وقد أبلى بعض قادة صلاح الدين وأقاربه بلاء حسناً، لاسيما تقي الدين عمر وابنه أحمد وكذلك ضياء عيسى الهكاري أخوه ظهير الدين وقد أسراً وبقيا في الأسر سنتين فافتدى صلاح

[1] الجيش الأيوبي في عهد صلاح الدين ص 411.
[2] مرآت الزمان نقلاً عن الجيش الأيوبي ص411.
[3] معجم البلدان (1/ 479).
[4] مفرج الكروب نقلاً عن الجيش الأيوبي ص 411.
[5] يصفها ياقوت بأنها مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها سابقاً ..
[6] تاريخ الجيوش، كاستلان ص 59 الجيش الأيوبي ص 412.
[7] مفرج الكروب (2/ 61) الجيش الأيوبي ص 412.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست