|
||||
| نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 482 | ||||
|
بعدله من جور الدهر وحَيْفه وأشهده موقف الحجَّ الأكبر، وزان بمحضره مشهد خَيْفِه [1]، وجعل وفده الأكرم وضيف بيته منتظمين [2]، في هذه السنة في وفده وضيفه، ثم هنَّأه بما فتح الله عليه من محبة الجهاد، وما أثّره في بلاد الأرمن وغيرها من البلاد، وما تبع ذلك من نية الحج، بلّغه الله منه المراد [3]، ويبدو أن السلطان سنح له الحج مع شيخ الشيوخ، ثم حصل له ما منعه [4] منه. س- مرض صلاح الدين وأثره على مجرى الأحداث: في عام 581هـ واتفق أنه مرض مرضاً شديداً وهو يتجلد ولا يُظهر شيئاً من التألُّم حتى قوي عليه الأمر وتزايد الحال حتى وصل إلى حرَّان، فَخيَّم هُنالك من شدة ألمه وشاع ذلك في البلاد فخاف الناس عليه وأرجف الكفرة الملحدون وخاف أهل البَّر والمؤمنون، وقصده أخوه أبو بكر العادل من حلب بالأطَبَّاء والأدوية، فوجده في غاية الضعف، وأشار عليه بأن يوُصِىَ ويعَهَدَ، فقال: ما أُبالي وأنا أتُركُ من بعدي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياَّ - يعنى أخاه العادِل صاحب حلبَ، وتقِىَّ الدين عمَر صاحب حماة وهو إذ ذاك نائب مصر، وهو بها مقيم وابنيه العزيز عثمان والأفضل عليا - ثم نذر لله تعالى لئن شفاه الله من مرضه هذا ليصرفنَّ همته كلها إلى قتال الكفار ولا يقاتل بعد ذلك مسلماً وليجلعن أكبر همَّه فتح بيت المقدس، ولو صرف في سبيل ذلك جميع ما يملكه من الأموال والذخائر وليقتلنَّ البرنس صاحب الكرك بيده، وذلك لأنه نقض العهد الذي عاهد السلطان عليه فغدر بقافلة من تجار مصر، فأخذ أموالهم وضرب رقابهم صبراً بين يديه، وهو يقول: أين محمدكم ينصركم؟ وكان هذا النذر كله بإشارة القاضي الفاضل - رحمه الله - وهو الذي أرشده إلى ذلك وحثَّه عليه حتى عقد مع الله عز وجل، فشفاه الله عز وجل، وعافاه ممَّا كان ابتلاه به من ذلك المرض الذي كان فيه، كفارة لذنوبه ورفع لدرجته ونصرة للإسلام وأهله، وجاءت البشائر بذلك من كل ناحية وزُيَّنت البلاد ولله الحمد والمنة ([5])، وكتب القاضي الفاضل من دمشق وهو مقيم بها إلى المظفَّر تقيَّ الدين عمر نائب مصر لعمَّه الناصر، أن العافية الناصرية قد استفاضت أخبارها، وأنوارها وآثارها وولت العِلَّة ولله الحمد، وأطفئت نارُها، وانجلى غُبُارها وخمد شَرارُها وما كانت إلا فلتة وقى الله [1] الخيف: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء. [2] كتاب الروضتين (3/ 68). [3] كتاب الروضتين (3/ 68). [4] المصدر نفسه (3/ 69). [5] البداية والنهاية (16/ 570) .. |
||||
| نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 482 | ||||
|
www.eShia.ir