responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
حيث نالت اهتماماً كبيراً من جملة الفقهاء، والعلماء، قبل وأثناء الغزو الصليبي، فقد كانت حاجة العصر للتعبئة الفكرية، ونشر الثقافة الإسلامية، أصبحت من الأمور الأساسية آنذاك في وقت كانت بلاد الشام تخوض صراعاً سياساً، ومذهبياً وعسكريا انعكس على تدوين التاريخ في الشرق الإسلامي، وظهور العديد من المصنفات والتراجم حول سير السلاطين والملوك والأسر الحاكمة وأحداث القتال والصراع ضد الصليبيين ولذلك اندفعت فئة الفقهاء والقضاة إلى تنوير مجتمعاتها الإسلامية، الذي جاء مجسداً عبر مؤلفاتهم وكتبهم خلال مجموعتين الأولى ركزت على التأليف والوعظ بصورة تقليدية به؛ وتوضيح أمور وأركان الدين الحنيف للناس، والثانية التي توجهت للتحريض والتأليف في الجهاد، وحث المسلمين عليه، لأنها أدركت الضعف العام في إيمان المسلمين عليه وتركهم لأمور دينهم لذلك كتبت الكثير من المصنفات قبل وأثناء الغزو الصليبي في بلاد الشام والذي يهمنا هنا مؤلفات الفقهاء التي حرضت على الجهاد الإسلامي وتعبئة المسلمين بأمور دينهم للوقوف بوجه ذلك الغزو [1] ومن أبرز أولئك الفقهاء:
- الفقيه على بن طاهر السلمي (431 - 500هـ/1039 - 1106م):
هو على بن طاهر بن جعفر القيسي السلمي الدمشقي الشافعي، كان من علماء بلاد الشام وعلى إثر مجيء ذلك الغزو تحول إلى واعظ ومحرض على الجهاد، بالقائه الخطب والدروس في المساجد التي تنقل فيها عبر مدن بلاد الشام وفلسطين، حيث جسد ذلك في كتابه الجهاد، الذي جاء عقب سقوط بيت المقدس عام 492هـ/1098م). وذلك من خلال إحدى خطبة التي يحث فيها المسلمين على الجهاد ضد ذلك الغزو. فإن المجاهدين لهذه الطائفة الظافرين بهم الموقفين إخراجهم من بيت المقدس وغيرها من هذه البلاد [2]، وركز السلمي في أبوابه الأولى من كتابه الجهاد على العديد من القضايا والأفكار الهامة التي كانت عليها .. بلاد الشام، والعالم الإسلامي آنذاك. مبتدئاً سياسة صليبية عامة استهدفت الأندلس وصقلية وبلاد الشام. إذ أنه أول من نبه إلى وحدة أهداف الحروب الصليبية سواء في الأندلس، أو في صقلية أو في بلاد الشام، تلك الفكرة التي أخذها المؤرخون فيما بعد، وطوروها فقد ذكر ابن الأثير: وكان ابتداء دولة الإفرنج واشتداد أمرهم وخروجهم إلى بلاد الإسلام، واستيلائهم على بعضها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة فملكوا مدينة طليطلة، وغيرها من بلاد الأندلس .. ثم قعدوا سنة أربع وثمانين وأربعمائة جزيرة صقلية وملكوها .. فلما

[1] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي ص 93.
[2] المصدر نفسه ص 93.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست