responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 535
20 أيلول وذلك عندما تقدمت مفرزة من طليعة الجيش الإسلامي نحو الأسوار بقيادة الأمير جمال الدين شروين بن حسن الزرازي فخرجت إليها مفرزة من حامية المدينة فقاتلتها وهزمتها، وقتلت أميرها [1]، وقد حدث هذا قبل أن يتمركز صلاح الدين بجيشه في الجانب الغربي من السور ومهما يكن من أمر فقد بدأ صلاح الدين قتاله الفعلي ضد العدو المتحصن داخل أسوار المدينة في صباح 26 أيلول سبتمبر 1187م، 21 رجب 583هـ فتقدم بجيشه نحو الأسوار بغطاء كثيف من المدفعية التي كانت سائدة في ذلك العصر "وهي المجانيق" وكان عددها 12 منجنيقاً كبيراً ترمي الحجارة الكبيرة، وتقدم، تحت هذا العطاء أيضاً، النقّابون الذين بدأوا ينقبون في السور ودار القتال عنيفاً بين الفريقين: حامية المدينة تحاول أن تنال من المسلمين، وتوقف تقدمهم، بسهامها ونبالها، ومجانيقها من على الأسوار، ومن التحصينات، وهي تقاتل بعنف وضرواه لا مثيل لهما، بينما كان فرسانها يخرجون إلى ظاهر البلد، يقاتلون ويبارزون، إلا أن ذلك لم يكن ليثني المسلمين عن تقدمهم ونقبهم للأسوار وتدميرها وتدمير التحصينات بمجانيقهم وقد قتل في هذه المعركة من الفريقين الكثير، وممن قتل الأمير عز الدين عيسى بن مالك وكان والده صاحب قعلة جعبر [2] واستمر القتال عنيفاً بعد ذلك، ويصف "غروسيه" المعركة التي دارت عند أسوار المدينة بأنها كانت من الضراوة، مالم يسمع بمثله، كما كانت عطشاً حقيقياً للشهادة. وهو يستطرد: لقد كانت: المعارك الأكثر ضراوة، كما لم يشهده إنسان، فكل رجل من الجيشين كان ينظر إلى الصراع كفعل ديني والتزام حتمي [3].
وقد كان تفوق صلاح الدين في المدفعية إلى درجة أن سقوط المدينة كان حتمياً، وأن النقابين العاملين تحت غطاء من حجارة المجانيق نجحوا في فتح ثغرة في جدار السور [4]، وقرر الفرسان والنبلاء الصليبيون القيام بهجوم انتحاري على المسلمين خارج الأسوار إلا أن بطريقهم "هرقل" ردعهم عن ذلك بعد أن أقنعهم أن "عملهم البطولي" هذا لن تكون سوى التخلي عن النساء والأطفال للعدو بلا دفاع [5].

5 - الهجوم الحاسم: بعد هذا القتال العنيف قرر صلاح الدين أن يشن هجوماً حاسماً على المدينة وكثف رمايات المجانيق، مغطياً تقدم المهاجمين بحجارتها، وسبيل من السهام والنبال يطلقها الرماة نحو المدافعين عن السور والحصون لكي تشل مقاومتهم، مما جعل أولئك المدافعين

[1] كتاب الروضتين (2/ 92).
[2] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي ص 100.
[3] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي ص 100.
[4] المصدر نفسه ص 100.
[5] المصدر نفسه ص 101.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست