نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 542
1187م وقد نظر صلاح الدين لنفسه وسمعته بعد الانتقام لما فعله الصليبيون في الحرب الأولى سنة 1099م وبسبب حمايته لكنيسة القيامة وأماكن مسيحية أخرى كثيرة، سيتذكر الجميع تسامحه تجاه أهل الأديان الأخرى، وتجاه الأماكن المقَّدسة للدين المسيحي ويبدو أن أفعاله اعتُبرت عَلَما ونموذجاً على كيفية سلوك المسلك الصالح، فبسبب عفوه، ووجوه الخير، المتعددة في طبيعته، وسلوكه تجاه أعدائه، سيظل مشهوراً إلى الأبد باللطف والتسامح والحكمة [1].
ش- رأي ستيفن رنسيمان: والفضل ما شهدت به الأعداء، قال ستيفن رنسيمان وهو من المؤرخين الفرنجة: الواقع أن المسلمين الظافرين اشتهروا بالاستقامة والإنسانية، فبينما كان الفرنج، ومنذ ثمان وثمانين سنة، يخوضون في دماء ضحاياهم، لم تتعرض الآن دار من الدور للنهب، ولم يحّل بأحد من الأشخاص مكروه، إذ صار رجال الشرطة، بناء على أوامر صلاح الدين، يطوفون بالشوارع والأبواب يمنعون كل اعتداء يقع على المسيحيين ومن المناظر التي تدعو للحزن والأسى، ما حدث من التفاف العادل إلى أخيه صلاح الدين يطلب منه إطلاق سراح ألف أسير، على سبيل المكافأة على خدماته له، فوهبهم له صلاح الدين، فأطلق العادل سراحهم على الفور، وإذ ابتهج البطريرك هرقل لأن يلتمس هذه الوسيلة الرخيصة لفعل الخير، لم يسعه إلا أن يطلب من صلاح الدين أن يهبه بعض الأرقاء ليعتقهم، فبذل له صلاح الدين سبعمائة أسير، كما جعل صلاح الدين لباليان خمسمائة أسير، ثم أعلن صلاح الدين أنه سوف يطلق سراح كل شيخ وكل امرأة عجوز، ولما أقبل نساء الفرنج اللاتي افتدين أنفسهن، وقد امتلأت عيونهن بالدموع، فسألن صلاح الدين أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم أو وقعوا في الأسر، أجاب بأن وعد بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن، وبذل للأرامل واليتامى من خزانته العطايا كلُّ بحسب حالته والواقع أن رحمته وعطفه كانا على نقيض أفعال الغزاة المسيحيين في الحملة الصليبية الأولى [2].
ط- وقال غروسيه ما نصه بالحرف أيضاً: بعكس الصليبيين نفذ صلاح الدين وعوده بشرف وبشعور إنساني، وبروح فروسية، مما أثار إعجاب المؤرخين اللاتين الذين سردوا أحداث تلك الفترة .... ويستطرد "غروسيه": طلب بعض المتعصبين من صلاح الدين هدم معابد المسيحيين وتدمير كنيسة القيامة بهدف إلغاء حج المسيحيين "المؤمنين بالثالوث المقدس" فصدهم عن ذلك بكلمة منه، قال: لماذا [1] مقاتلون في سبيل الله ص 137. [2] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي ص 108.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 542