responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 546
من ابتداء الإسلام، وهو مقرُّ الأنبياء، ومقصد الأولياء ومفُّر الرسل، ومهبط الوحي، ومنزل تَنَزُّلِ الأمر والنَّهي، وهو في أرض المحشر وصعيد المنشر، وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين، وهو المسجد الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملائكة المقَّربين، وهو البلد الذي بعث الله إليه عبده ورسوله، وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروحه، عيسى الذي شّرفه الله برسالته، وكّرمه بنبوَّته، ولم يزحزح عن رُتبة عبوديَّته، فقال تعالى: "لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله" (النساء، آية:72) وقال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابنُ مريم" (المائدة). وهو أول القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحَرمَين، ولا تُشَدُّ الرّحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا تُعقد الخناصر بعد المواطنين إلا عليه.

5 - تهنئة صلاح الدين وجنده المسلمين بالنصر: لولا أنكم ممن اختاره الله من عباده، واصطفاه من سُكان بلاده لما خصَّكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مُجارِ ولا يباريكم في شَرفها مُبَارٍ فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية والوقعات البدرية، والعزمات الصِدَّيقية، والفتوح العُمرّية، والجيوش العثمانية والفتكات العَلَوية، جِدَّدتُم للإسلام أيام القادسية، والوقعات اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الجزاء، وشكر لكم ما بذلتموه من مُهَجكم في مقارعة الأعداء، وتقبل منكم ما تقربتم إليه من مُهْرَاقِ الدماء وأثابكم الجنة فهي دار السعداء.

6 - شكر الله على النصر: فا قدروا - رحمكم الله - هذه النعمة حق قدرها، وقوموا لله تعالى بواجب شكرها فله النَّعمة عليكم بتخصيصكم بهذه النَّعمة، وترشيحكم لهذه الخدمة، فهذا هو الفتح الذي فُتِحَت له أبواب السَّماء، وتبلّجت بأنِواره وجوه الظَّلماء وابتهج به الملائكة المقرَّبون، وقَرَّبه عينا الأنبياء والمرسلون، فماذا عليكم من النَّعمة بأن جعلكم الجيش الذي يفتح عليه البيت المقَّدس في آخر الزمان، والجُند الذي تقوم بسيوفهم بعد فترة من النبوة أعلام الإيمان، فيوشك أن تكون التهاني به بين أهل الخضراء، أكثر من التهاني به بين أهل الغبراء.

7 - فضائل الأقصى والقدس: أليس هو البيت الذي ذكره الله في كتابه ونصَّ عليه في خطابه، فقال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء، آية: 1)

نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست