نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556
يوافق ليلة الإسراء والمعراج [1] وقد قدم السلطان صلاح الدين القاضي محي الدين بن الزكي بخطبة الجمعة بالمسجد الأقصى تكريماً له وتشريفاً على بيت الشعر الذي سبق أن مدح به صلاح الدين عند فتحه حلب والذي بشره فيه بفتح القدس في رجب ولمكانته ومكانة أسرته العلمية وصرامته في الحق، وفضائله العديدة في الفقه والأدب، فضلاً عن أنه كان يتمتع بموهبة فريدة وأسلوب بديع في نظم الخطب وإثارة حماس المستمعين له [2] وهكذا يتضح لنا مما تقدم مدى عظم الدور الذي قام به الفقهاء والعلماء عند فتح بيت المقدس، حيث انضموا إلى صفوف المجاهدين متطوعين بدافع من حميتهم الدينية، جاؤوا من كل مكان وحملوا السلاح وراء صلاح الدين لتحرير القدس الشريف يحدوهم الأمل في النصر أو الشهادة: وكلل الله جهودهم بالنصر وبعودة القدس والمسجد الأقصى إلى المسلمين ولم يتوقف دورهم بعد ذلك، وإنما كان هذا الفتح دافعاً قوياً لهم ورافعاً لروحهم المعنوية وهذا ما أدركناه في خطبة القاضي ابن الزكي الذي أخذ يحث المسلمين على مواصلة طريق الجهاد حتى يتم تطهير جميع البلاد الإسلامية من دنس الأعداء، كما أدركنا ذلك أيضاً في الوعظ الذي قام به الفقيه بن نجا ([3])،
ومن الأعمال الجليلة الأخرى التي قام بها الفقهاء والعلماء في بيت المقدس بعد فتحها ما قام به الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري من صنع شبابيك من حديد للصخرة المقدس لصيانتها من أي عبث بعد أن أزال عنها السلطان صلاح الدين ما أقامه الصليبيون من منكرات وصور وصلبان حولها [4].
عاشراً: من قصائد الشعراء في فتح القدس: على مثل هذه الغايات الجميلة تُوقف القصائد وفي دوحة الفتح الأعظم [5].
ويُذكر أن شاباً مسلماً كان مأسوراً في بيت المقدس وهو من أهل دمشق كتب إلى صلاح الدين أبياتا يدعوه فيها إلى تحرير بيت القدس يقول فيها:
يا أيها الملك الذي ... لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة ... تسعى من البيت المقدس [1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى ص 149. [2] المصدر نفسه ص 150. [3] المصدر نفسه ص 153 .. [4] دور الفقهاء والعلماء والمسلمين ص 153. [5] واقدساه (1/ 342).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556