responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 56
لمواجهة ذلك الغزو، وأنه لا يتم ذلك إلا بوحدة القوى الإسلامية، لذا جاء كتابه الجهاد عاماً، لم يخصصه لسلطة سياسية معينة أو لفئة من المسلمين من بلاد الشام مثلاً وفق رؤية إسلامية مبنية على إسناد متين تمثل في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وكتب السير والمغازي، والتفاسير وربط موضوعاتها بالخطر الصليبي على بلاد الشام، وهذا دليل على مدى إطلاعه وفكره الثاقب في جمع المعلومات وتسخيرها في مكانها المناسب [1]، ونلاحظ من خلال البحث بأن الدعوة الأولى للجهاد لم تصدر عن مجالس الحكام بل صدرت من محافل الفقهاء والعلماء المسلمين من أساتذة وعلماء وفقهاء وكّتاب، ويعتبر السلمي من أوائل من حث على الجهاد ومن ضمن تيار الرفض العام الإسلامي المدعوم من قِبل الفقهاء والقضاة [2] لقد كتب السلمي كتابه في فترة مبكرة من تلك الحروب وهذا دليل على ذكائه وفطنته في إدراكه لمشاكل بلاد الشام المعقدة، ولكن إن لم تتوفر الظروف العامة لإنجاح دعوته للجهاد في تلك الفترة المبكرة ذاتها، فهو قد ساهم في كتابه للتمهيد لمرحلة الزنكيين والأيوبيين.
ولقد قام الأستاذ رمضان حسين الشاوش بدراسة وتحقيق، كتاب الجهاد للسلمي وقدمه كرسالة ماجستير بجامعة الفاتح بطرابلس الغرب عام 1992م [3].
5 - المشاركة الفعلية للفقهاء والقضاة في ساحات الجهاد:
إن من أبرز الأمثلة على مشاركة أولئك الفقهاء للعساكر النظامية في ساحات القتال للتعبير عن حالة الإيمان المثالية بالجهاد، والدفاع عن الأرض والنفس كانت حالة القاضي أبو محمد عبد الله بن منصور المعروف بابن صليحة قاضي حصن جبلة، الذي تولى إمارة وفقهاء ذلك الحصن بعد وفاة أبيه منصور عام 494هـ/1100م وكان ذا خبرة عسكرية جيدة لأنه أحب الجندية واختار الجند فظهرت شهامته [4]، وقد برزت مواهب ذلك الأمير القاضي عند محاصرة الإفرنج حصن جبلة للاستيلاء عليه عام (494هـ/1100م) واستخدامه لما يسمى اليوم بالحرب النفسية أولا؛ وذلك عندما خطط بدهاء، لنشر الذعر بين صفوف قوات الفرنج، حيث أظهر أن السلطان بركياروق قد توجه إلى الشام [5]، لمساعدته، مما أثار الفرنج، والقلق بين عسكر الفرنجة، ورحيلهم فيما بعد. وعندما أدرك الفرنجة حقيقة تلك الخدعة، عادوا فحاصروا المدينة مرة أخرى، ولكن كرر ذلك القاضي تلك الحيلة بصورة

[1] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي ص 99.
[2] المصدر نفسه ص 93.
[3] المصدر نفسه ص 93.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن موقف فقهاء الشام.
[5] موقف فقهاء الشام وقضاتها من الغزو الصليبي ص 120.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست