نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 564
صمدت المدينة في وجه الضرب والهجمات الإسلامية البرية والبحرية، عندئذ لجأ صلاح الدين إلى الأسلوب السياسي لإقناع كونراد بالتسليم، إذ كان والده وليم الثالث أسير في قبضة صلاح الدين، فحاول أن يستغله كورقة ضغط في التأثير عليه وهدَّد بإعدامه، لكن هذه المحاولة فشلت أمام تصلب كونراد الذي ردَّ على صلاح الدين بأنه يفضل أن يُذبح هو وأبوه عن أن يسلم جزءاً من المدينة وتجاه هذه التطورات السياسية والعسكرية اضطر صلاح الدين إلى رفع الحصار عن صور في آخر شوال 583هـ/أول كانون الثاني 1188م [1] وكان ذلك أول فشل يتعرض له في أعماله العسكرية ضد الصليبيين منذ معركة حطين [2] ولقد تضافرت عدة عوامل دفعت صلاح الدين إلى فك الحصار عن صور من أهمها:
- كان الوضع النفسي للجيش الأيوبي حرجاً بعد أن جابهته صعوبة في فتح المدينة وقد أشار بعض قادته بأن العساكر بحاجة إلى الراحة.
- دعاء الأمراء الأغنياء والممولين للجيش إلى فك الحصار عن صور، لأنهم خشوا أن يقترض صلاح الدين منهم ما ينفقه على أفراد الجيش إذا استمر الحصار، في حين كان رأي صلاح الدين متفقاً مع رأي بعض قادته الآخرين، القاضي باستمرار مرابطة الجيش أمام صور، مع الاتجاه باقتراض الأموال من الأغنياء، لكن هؤلاء ألحوا عليه برفع الحصار.
- انفتاح صور على البحر بعد فشل الحصار البحري الذي ضربه الأسطول المصري عليها، فاستمرت المؤن والعتاد في الدخول إليها.
- تساهل صلاح الدين مع صليبي المدن المفتوحة، والسماح لهم بالتجمُّع في صور، مما رفع معنويات هؤلاء، فتكتلوا للدفاع عن المدينة.
- أدَّت العوامل الطبيعية دوراً آخر في فشل الحصار، إذ جاء شتاء ذلك العام مطيراً، والبرد شديداً، كما تفشَّي المرض في المعسكر الأيوبي [3].
ويُبدي المؤرخون المسلمون أسفهم العميق لفشل صلاح الدين في فتح صور وأما المؤرخ ابن الأثير - الذي عرف بتحامله على صلاح الدين - حمّل صلاح الدين مسؤولية ما حدث للمسلمين على صور وذكر أنه لم يكن لأحد ذنب في أمر صور غير صلاح الدين، [1] النوادر السلطانية ص 138. [2] الحركة الصليبية (2/ 841) عاشور. [3] النوادر السلطانية ص 138.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 564