responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 566
الثاني عشر: استكمال الفتوحات:

1 - فتح الكرك والشوبك: كانت ستيفاني، صاحبة إقطاع ما وراء نهر الأردن، المجاور لمملكة بيت المقدس من بين الأسرى الذين تَّم افتداؤهم بعد فتح بيت المقدس فطلبت من صلاح الدين أن يطلق سراح ابنها همفري صاحب تينين: وافق صلاح الدين على طلبها لكنه اشترط، مقابل ذلك، تسلميه الحصنين الكبيرين، الكرك والشوبك، التابعين لهذا الإقطاع ويبدو أن ستيفاني وافقت على شرط صلاح الدين، فأفرج هذا الأخير عن ابنها، وفي حين أوعزت هي إلى حاميتي الحصنين بالاستسلام غير أنهما رفضا ذلك، مما دفعها إلى إعادة ابنها إلى الأسر، تجاه هذا التصرف النبيل، بادلها صلاح الدين بتصرف أنبل، فأطلق سراح ابنها بعد عدة أشهر وحاصر الحصنين، واستمر حصار الكرك والشوبك ما يزيد على السنة، تعرض المدافعون عنهما إلى الجوع والعطش، ولم يستسلموا إلا بعد أن نفدت ذخائرهم، وأكلوا دوابهم، ويئسوا من وصول نجدة تساعدهم على الصمود، وصبروا حتى لم يبق للصبر مجال وكان ذلك في شهر ربيع الأول عام 584هـ/شهر أيار عام 1188م.

2 - الالتفاف نحو الشمال: بعد فتح المناطق الجنوبية لبلاد الشام واتصالها ببقية المناطق الإسلامية من أيلة في العقبة في الجنوب حتى بيروت في الشمال، باستثناء صور، التفت صلاح الدين بعد ذلك إلى الشمال لفتح مناطق السيطرة الصليبية في إمارتي طرابلس وأنطاكية وكان ريموند الثالث، صاحب طرابلس، قد توفي كمداً بعد فراره من معركة حطين بوقت قصير، ولم ينجب ذرية، فأوصى بأن يخلفه الابن الأكبر لبوهيموند الثالث أمير أنطاكية، ولكن هذا الأخير كان بحاجة إلى ابنه البكر إلى جانبه للدفاع عن إمارة أنطاكية بابن آخر هو بوهيموند [1] اجتاح صلاح الدين البقيعة بعد أن جاءته إمدادات من سنجار وهاجم حصن الأكراد في شهر (ربيع الآخر/ حزيران، وكان بحوزة الداوية، لكنه جوبه بقوة استحكاماته ومناعته فتجاوزه إلى شواطئ طرابلس وأنطاكية وهاجم أنطرطوس في شهر "جمادى الأولى/تموز" ودخلها، لكن استعصت عليه القلعة، فأمر بوضع النار في البلد وأحرق جميعه [2] وحاصر حصن المرقب، فامتنع عليه أيضاً، فاتجه إلى بانياس في أقصى شمال إمارة طرابلس، وفتحها، ثم أوغل في إمارة أنطاكية، فأذعنت له القلعة الساحلية جبلة، واستسلمت اللاذقية، وهي أكبر موانئ إمارة

[1] مفرج الكروب (2/ 271) تاريخ الأيوبيين ص 172.
[2] النوادر السلطانية ص 129.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست