responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 584
البقية الباقية إلى أنطاكية؛ وكأنهم قد نبشوا من القبور على حد قول المؤرخ ابن الأثير [1]. وما إن وصل الألمان إلى انطاكية حتى تبرم بهم صاحبها بوهيمند الثالث وثقلت وطأته عليهم، وطمع في الاستيلاء على أموالهم وعتادهم، فأشار عليهم بالمسير إلى حلب وحسن لهم طريقها. إلا أن فردريك السوابي لم يستجب لمشورة بوهيمند وإنما طلب منه أن يعطيه قلعة انطاكية ليودع بها ماله وخزائنه وأثقاله فوافق بوهيمند على ذلك على أمل أن يفوز بما يودع فيها من الأموال والعتاد وكان الأمر على ما أراد، فإن الألمان لما فارقوا انطاكية لم يعودوا إليها ثانية، ففاز بوهيمند بكل ما أودعوه فيها [2].
وفي الوقت نفسه تعرضت فرقة من الألمان لكارثة أخرى كان لها أثر كبير في إضعاف نفسياتهم فقد اتجهت هذه الفرقة الألمانية صوب بغراس وهم يظنون أنها لا تزال في أيدي اخوانهم الصليبيين، وما أن وصلوا إليها حتى فتحت أبواب القلعة وهجم المسلمون على الألمان فاستولوا على ما معهم من الأموال والأسلحة والعتاد، وقتلوا منهم وأسروا العدد الكثير، كما خرج أيضاً بعض سكان حلب وتفرقوا في طريق الألمان وأخذوا يتخطفونهم، فأسروا منهم أعداداً باعوهم في الأسواق بأثمان زهيدة [3]، كما أن ذلك يدلنا أيضاً على مدى تلك العزلة التامة التي فرضها صلاح الدين على الصليبيين ببلاد الشام، بعد إحكام سيطرته على مدن الساحل، حتى أن الصليبيين في الغرب الأوروبي لم يكن في مقدورهم التمييز بين المدن والقلاع التي استولى عليها صلاح الدين وبين التي لا تزال في أيدي إخوانهم الصليبيين في الشرق [4]، وأخيراً قرر فردريك السوابي بعد تلك الكوارث التي حلت لجيشه الاتجاه إلى عكا ففي يوم الأربعاء 25رجب سنة 586هـ/أغسطس 1190م سار على رأس جيشه إلى عكا عن طريق جبلة واللاذقية، وانتهز المسلمون في اللاذقية فرصة مرور شراذم الألمان، فخرج رجالها عليهم، فقتلوا وأسروا منهم أعداداً كثيرة ولما وصل الألمان إلى طرابلس أقاموا بها للراحة، فنزل بهم وباء شديد مات على أثره أكثرهم ولم يبق منهم سوى حوالي ألف رجل ركبوا في البحر يتقدمهم فردريك السوابي قاصدين عكا للانضمام إلى بني جنسهم هناك لمؤازرتهم في حصارها، فوصلوا إلى عكا في 16 رمضان سنة 586هـ/أكتوبر 1190م [5].

[1] كتاب الروضتين (2/ 156) صلاح الدين والصليبيون ص 245.
[2] مفرج الكروب (2/ 322) صلاح الدين والصليبيون ص 245.
[3] مفرج الكروب (2/ 323) صلاح الدين والصليبيون ص 245.
[4] تاريخ ابن الفرات نقلاً عن صلاح الدين والصليبيون ص 246.
[5] المصدر نفسه.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 584
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست