responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 586
ثالثاً: الصليبيون يحاصرون عكا: كان الفرنج المتجمعون في صور قد وردتهم الكثير من الإمدادات من الرجال والسلاح وأهم من ذلك وصلتهم الوعود البابوية بأن ملوك أوروبا قادمون لنجدتهم وهذا ما جعل مقاومتهم أشد ضراوة وعنفاً لصلاح الدين حين عاد إليهم وفيما كانت أوروبا كلها تضطرب حماسة للهجوم على المشرق واسترجاع القدس كان صلاح الدين يحاول فتح صور، وكان روح المقاومة فيها هو الكونت كونراد دي منتفرات الطامع بعرش المملكة، ولهذا لم يقبل أن يسمح لجاي لوزينان ملك القدس حين أطلقه صلاح الدين من الأسر أن يدخل المدينة، فبقي ستة أشهر في نواحي طرابلس بمعسكر بعيد عنها يجمع بعض القوى حوله ليقف بوجه الزعيم الجديد مونتفرات، ثم اصطلح الاثنان على الاشتراك في قتال صلاح الدين وترك مسألة القرار بالعرش للبابوية وملوك أوروبا القادمين وهكذا قرروا الخروج من صور التي ضاقت بهم لحصار عكا وكان صلاح الدين قد عهد بإعادة تحصين عكا وتزويدها بالسلاح والمؤن إلى خادمه بهاء الدين قراقوش، الذي جعلها مع قلعتها وسورها تحفة معمارية منيعة وجلب بأمر صلاح الدين - المقاتلة إليها، والأسطول من مصر إلى مينائها.
وقد خرج الفرنج في رجب سنة 585هـ/أغسطس سنة 1189م وسارت مراكبهم معهم بحذائهم في البحر، ولم يؤخذ صلاح الدين على غرة بمقصدهم إلى عكا، فقد كان اليزك (الطلائع والحرس) التي تركها عند صور قد نبهت حامية عكا لتكون على استعداد ونزل الفرنج على عكا من البر والبحر يحاصرونها بأعداد كبير في رجب سنة 585هـ/أغسطس 1189م وكان رأي صلاح الدين مقاتلة الفرنجة أثناء تحركهم نحو عكا، لأنهم إن وصلوا إليها لصقوا بأرضها، ولكن قواده لم يرضوا قتالهم إلا إذا وصلوا إلى عكا بحجة أن الطريق التي سلكها الفرنجة وعرة وضيقة ولا يسهل قتالهم فيها، للإجهاز عليهم دفعة واحدة، ورغم ذلك رتب صلاح الدين للفرنجة كمائن على شكل عصابات من البدو تتخطفهم أثناء سيرهم، لكنهم تابعوا المسير حتى عسكروا أمامها من البر والبحر وانقطع اتصال الجيش الإسلامي بها وكان صلاح الدين قد كتب يستدعي عسكره المتفرق أمام انطاكية وطرابلس وصور وعلى سواحل مصر في الإسكندرية ودمياط مع أخيه العادل فجاءه منهم الأعداد الغفيرة ثم جاء جند الشام والجزيرة وطوَّق بهذا الجند الطوق الفرنجي لعكا؛ فكان الفرنج بين حامية المدينة وبين الجند الصلاحي [1]. يقول العماد: وتبين لنا بالعاقبة أن الرأي السلطاني كان أصوب فإنَّ نزالهم عند نزولهم صار أصعب، وقد نزل الفرنج على عكا من البحر إلى البحر.
وقامت المعارك

[1] صلاح الدين الفارس المجاهد والملك الزاهد ص 285.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست