responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 592
الدولة النورية والأيوبية يعلمون بهذا ولذلك أرادوا أن يأخذوا زمام المبادرة في أيديهم، فقام الأيوبيون بتكليف بعض كبار شخصياتهم بالتوجه إلى بلاد المغرب وإيجاد مراكز نفوذ لهم بها وذلك حتى تكون هذه المراكز خط الدفاع الأول لإمارات المشرق في وجه الأطماع الموحدية. وكانت غزوة قراقوش على المغرب هي إحدى هذه الخطوات التي بادر الأيوبيون باتخاذها [1] لقد تحركت الحملات الأيوبية نحو المغرب واتخذت الطريق الصحراوي، لقصره أولاً ثم لقلة الأخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها ولذلك تركوا الطريق الساحلي الذي كان مليئاً بقبائل بني سليم وبني هلال الذين استطاعوا أن يخضعوا شرق ليبيا لسيادتهم ونعموا فيها برغد العيش ورفاهته، ولذلك عملوا على التمسك بهذه البلاد ومقاتلة كل من يحاول النزول فيها أو الاستيلاء عليها منهم [2].

ولقد رفض المنصور إرسال النجدة لدوافع نفسية، وحزازات سياسية، وموقف داخلي متوتر، وخارجي متربص ولقد أكرم سلطان الموحدين سفير صلاح الدين وبالغ في إكرامه ولما مدحه سفير صلاح الدين شمس الدين بن منقذ في قصيدة عدتها أربعون بيتا أعطاه بكل بيت ألفاً [3]: ومن القصيدة:
سأشكر بحراً ذا عُباب قطعته ... إلى بحر جُود ما لنعماه ساحل
إلى معدن التقوى إلى كعبة الهدى ... إلى من سمت بالذَكر منه الأوائل
إليك أمير المسلمين ولم تزل ... إلى بابك المأمول تُزجْى الّرواحل
قطعت إليك البَرَّ والبحر موقناً ... بأنَّ تَدَاك الغَمْرَ بالنّجح كافل
فما راعني من وجبة البَرَّ رائعٌ ... ولا هالني من زاخر البحر هائل
ومن كان غايات المعالي طِلاَبهُ ... يهون عليه كلُّ أمرِ يحاول
رجوتُ بقصدِيك العُلا فبلغتها ... وأدنى عطاياك العُلا والفضائل
فلا زِلت للعلياء والجود ثانياً ... تُبلَّغُك الأيَّامُ ما أنت آمِلُ (4)

إن صلاح الدين الأيوبي لم يعترف بخلافة السلطان الموحدي ولم يخاطبه بلقب أمير

[1] سقوط دولة الموحدين ص 198.
[2] المصدر نفسه ص 198.
[3] صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي (2/ 520).
(4) كتاب الروضتين (4/ 206).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست