responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 603
الصليبيين من مواصلة حصارهم لعكا، ففي الوقت الذي كان صلاح الدين فيه قد حقق انتصارات عظيمة على الصليبيين سواء في المعارك أو في تحطيم آلاتهم وأدواتهم وصل إلى المشرق الإسلامي أعظم ملوك أوروبا في ذلك الحين وهما الملك فيليب أغسطس ملك فرنسا وريتشادر قلب الأسد ملك انجلترا، اللذين سلكا طريق البحر إلى هناك، ولا شك إنه كان لوصولهما أثره البالغ في رفع الروح المعنوية للصليبيين [1].

غ- إخراج عسكر عكا، وإدخال البدل عنهم إليها: ولما هجم الشتاء وهاج البحر وأمن العدوَّ من أن يضرب مصافَّ وأن يبالغ في طلب البلد وحصاره من شدة الأمطار وتواثرها أذِن السلطان للعساكر في العود إلى بلادها ليأخذوا نصيباً من الرّاحة .... ولم يبق عند السلطان إلا نفر يسير من الأمراء والحَلْقة الخاصة [2] واشتغل السلطان بإدخال البَدَل إلى عكا، وحمل الميِرَ والذخائر، وإخراج من كان بها من الأمراء لعظم شكايتهَم من طول المقام بها، ومعاناة التعب والسهر وملازمة القتال ليلاً ونهاراً وكان مُقَدَّم البَدَل الدّاخل من الأمراء سيف الدَّين المشطوب دخل في سادس عشر المحرّم سنة سبع، وفي ذلك اليوم خرج المقّدم الذي كان بها وهو الأمير حسام الدين أبو الهيجاء وأصحابه ومن كان بها من الأمراء، ودخل مع المشطوب خَلْق من الأمراء وأعيان من الخلق وتقدم إلى كلَّ من دخل أن يصحب معه ميرة سنة كاملة [3].

ك- بلاء عظيم على المسلمين: انتقل الملك العادل بعسكره إلى حيفا على شاطئ النّهر، وهو الموضع الذي تُحَمّلُ منه المراكب، وتدخل إلى البلد، وإذا خرجت تخرج إليه، فأقام ثم يحثُّ الناس على الدخُّول، ويحرس المير والذَّخائر لئلا يتطرق إليها من العدو من يتعرضها، وكان مما دخل إليها سبع بطس مملؤة ميرة وذخائر ونفقات كانت وصلت من مصر، وكان دخولها يوم الاثنين ثاني ذي الحجة، فانكسر منها مركب على الصخر الذي هو قريب الميناء فانقلب كل من في البلد من المقاتلة إلى جانب البحر لتلقَّي البطس وأخذ ما فيها ولما علم العدو انقلاب المقاتلة إلى جانب البحر اجتمعوا في خلْقِ عظيم وزحفوا على البلد من جانب البَرَّ زحفة عظيمة وقاربوا الأسوار وصَعِدوا في سًلَّم واحد، فاندق بهم السُّلمَّ كما شاء الله تعالى، وأدركهم أهل البلد، فقتلوا منهم خلقاً عظيماً

[1] صلاح الدين والصليبيون ص 262.
[2] النوادر السلطانية ص 231.
[3] كتاب الروضتين (4/ 232).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست