responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 609
بعكا من المسلمين يحثهم على الصبر ويأمرهم بأن يخرجوا من المدينة يداً واحدة بعد أن يحملوا على العدو حملة رجل واحد ووعدهم بأن يتقدم هو إلى تلك الجهة التي يخرجون منها بعساكره ويقاتل الصليبيين حتى يتمكنوا من الخروج إليه إلا أن تلك المحاولة لم يكتب لها النجاح بسبب سيطرة الصليبيين على البلد [1] وهنا أدرك من بداخل عكا من المسلمين أنه لم يعد أمامهم سوى الجهاد والاستبسال في قتال الأعداء، فكتبوا إلى صلاح الدين يذكرون لهم أنهم قد تبايعوا على الموت، وأنهم قد عزموا على الاستمرار في القتال وأنهم لن يسلموا ماداموا أحياء [2] وعلى الرغم من تلك التضحية الكبرى الكبيرة من أهل عكا وحبهم للاستشهاد في سبيل الله فإنه يبدو أن صلاح الدين وأمراءه الذين كانوا بالداخل أمثال الأمير سيف الدين المشطوب وغيره، كانوا حريصين كل الحرص على سلامة أرواح المسلمين، يدلنا على ذلك ما ذكر من أن سيف الدين المشطوب عندما رأى الموقف، خرج إلى الصليبيين للمرة الثانية، وقرر معهم تسليم البلد مقابل خروج من به من المسلمين بأموالهم، وأنفسهم، وأن يدفع لهم فدية قدرها مائتا ألف دينار وخمسمائة أسير، فضلاً عن إعادة صليب الصلبوت ودفع مبلغ من المال إلى كونراد مونتفرات صاحب صور وهنا يذكر له تلك الشروط، أنكر ذلك أنكاراً شديداً [3].

3 - غدر الصليبيين ونقضهم للعهود: قبل الصليبيين تلك الاتفاقية، وحلفوا لسيف الدين المشطوب فسلم لهم البلد، ودخلوه سلماً، ولما دخل الصليبيون عكا نقضوا عهودهم كعادتهم وغدروا بمن فيه من المسلمين، واحتاطوا عليهم وعلى أموالهم وحبسوهم وذلك في 17جمادى الآخرة 587هـ/يوليه 1191م متظاهرين بأنهم فعلوا ذلك حتى يصل إليهم ما اتفقوا عليه من الفدية والأسرى. وهنا شرع صلاح الدين في جمع الأموال، واجتمع عنده مبلغ كبير من المال، واستشار أصحابه في تسليمه للصليبيين فأشاروا عليه بأن يعود مرة أخرى فيستخلف الصليبيين على إطلاق أصحابه وأن يضمن الداوية ذلك "لأنهم أهل تدين ووفاء إلا أن الداوية امتنعوا عن ذلك، وقالوا "لا نخلف ولا نضمن، لأننا نخاف غدر من عندنا ([4]) "؟. عند ذلك علم صلاح الدين غدرهم فلم يجبهم إلى ذلك [5]، كان ألوية الصليبيين ترفرف في ذلك الوقت فوق أبراج عكا واستطاع

[1] مفرج الكروب (2/ 358) صلاح الدين والصليبيون ص 266.
[2] النوادر السلطانية ص 196 صلاح الدين والصليبيون ص 266.
[3] النوادر السلطانية ص 170، 171 صلاح الدين والصليبيون ص 267.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن صلاح الدين والصليبيون ص 267.
[5] صلاح الدين والصليبيون ص 267.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 609
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست