responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 618
العدو، ومن القدس معاً، حتى إذا فكر العدو بالإغارة على القدس منعهم وتصادم معهم في لقاء مكشوف وفي 6 شوال جمع صلاح الدين "أكابر أمرائه وأرباب الأمراء في دولته وشاورهم كيف يصنع إن خرج العدو، وكان قد تواصلت الأخبار عنهم أنهم قد اتفقوا على الخروج إلى العسكر الإسلامي، فاتفق، الرأي على أنهم يقيمون في منزلتهم، فإن خرج الفرنج كانوا على لقائهم [1]، وفعلاً وصل اثنان من الصليبيين المستأمنين إلى معسكره وأخبراه أن العدو على عزم الخروج بعد غد، ثم وصل أحد المسلمين الذين كان أسيراً لديهم، وهرب من معتقلة، وأخبر أنهم ينوون الخروج. عندها بدأ صلاح الدين بتحصين القدس، وأرسل إلى البلاد يطلب رجالاً يقومون بهذه الأعمال، وعمل السلطان وأولاد وأمراؤه فيها، ومعهم القضاة والعلماء والفقهاء [2]. ووصل من الموصل جماعة كبيرة تقدر بخمسين رجلاً من الحجازين برسم قطع الصخور، لتقوية أسوار القدس وخندقها [3]، وحين انتهى من هذا العمل أمر الجاووش أن ينادي بالعسكر حتى يتجهز وشدت الرايات، للوقوف بوجه العدو، وفي هذا الوقت نكب الجيش الأيوبي بوفاة أبرز قواده هو تقي الدين عمر في منطقة الجزيرة وقد تألم له السلطان كثيراً، إلا أنه أخفى الخبر عن العسكر لكي لا يصل الخبر إلى العدو في تلك اللحظة الحرجة [4].
وكذلك توفي القائد الشجاع الأمير حسام محمد بن عمر بن لاجين ابن أخت صلاح الدين، لمرض اعتراه، يوم وفاة تقي الدين عمر، وهو 19 من رمضان 587هـ/خريف 1191م [5]، ويحتمل أن خبر استعدادات الجيش الأيوبي وصل إلى ريتشارد، فلم يشأ أن يلتقي معه في مصاف، إضافة إلى إلحاح هذا الملك على مبدأ المفاوضات، لتكون الأساس للعلاقات بين الطرفين كما أظهرت أحداث الأيام التالية، ما أن حل الشتاء 587هـ/1191م إلا وتوقف الطرفان ولم يحصل أي صدام أو لقاء بينهما، فرحل صلاح الدين حين اشتدت الأمطار إلى القدس، وعاد الصليبيون إلى يافا، وذهب قسم منهم إلى عكا لكن ريتشارد ما أنفك يبعث برسله إلى صلاح الدين ويحثه على الصلح ونجد أن صلاح الدين كان غير متحمس في عقد الصلح، لكنه كان يبغي الاستفادة من جو المفاوضات في هذا الفصل الذي رحلت عنه جيوش أمرائه وقفلت راجعة إلى أوطانها، لذا طلب من الملك العادل - مرة أخرى - أن يماطل ريتشارد إلى أن تصل عساكر الأطراف، فغادر الملك العادل القدس في

[1] النوادر ص 196 - 197 الجيش الأيوبي ص 480.
[2] مفرج الكروب (2/ 375) كتاب الروضتين (2/ 194).
[3] مفرج الكروب (2/ 375) الجيش الأيوبي ص 481.
[4] النوادر السلطانية ص 198.
[5] الجيش الأيوبي ص 480 كتاب الروضتين (2/ 195).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 618
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست