responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 626
الاجتماع بصلاح الدين ولما علم صلاح الدين بذلك أجاب دون تردد وقال إن الملوك لا يجتمعون إلا عن قاعدة أي هدنة، وإذا أراد ريتشارد الاجتماع بصلاح الدين فلابد من تقرير الهدنة قبل الاجتماع ولابد من ترجمان موثوق به بين الطرفين يفهم كل ما يقوله الطرف الآخر، وإذا تقررت الهدنة تم الاجتماع بالملك الإنجليزي. عاد الرسول إلى ريتشارد وعاد مرة أخرى وكان حديثه مع الملك العادل وانتهى الأمر بالاتفاق على اجتماع العادل مع الملك ريتشارد في مرج عكا والعساكر محيطة بهما ومعهما ترجمان وعاد الرسول ولكنه تأخر عدة أيام بسبب المرض، والراجع أن ريتشارد هو الذي كان مريضاً وليس الرسول وفي رواية أخرى أن القادة الصليبيين أنكروا فكرة الصلح مع المسلمين وقالوا: هذه مخاطرة بدين النصرانية وقد عاد الرسول مرة أخرى واعتذر عن التأخير بسبب المرض. ومما قاله الرسول أن "الملوك" إذا تقاربت منازلهم أن يتهادوا وأضاف عندي ما يصلح للسلطان وأنا استخرج الإذن في إيصاله إليه، فوافق الملك العادل بشرط إرسال هدية في المقابل للملك الإنجليزي، فرضي الرسول وقال: الهدية شيء من الجوارح قد جلبت من وراء البحر، وقد ضعفت فيحسن أن تقدموا لنا طير ودجاج حتى نطعمها فتقوى ونحملها إليكم. فداعبه الملك العادل وقال: الملك قد احتاج إلى فراريج ودجاج ويريد أن يأخذها منا بهذه الحجة، فانقطع الحديث عدة أيام، ثم عاد الرسول ومعه إنسان مغربي مسلم قد أسره الصليبيون من مدة طويلة هدية إلى السلطان فقبله وأطلقه، وأعاد الرسول مكرما [1].
وقد بلور المؤرخ ابن شداد الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء تبادل الرسل، فقال وكان غرض الصليبيين بتكرار الرسائل تعّرف قوة النفس وضعفها عند المسلمين وكان غرض المسلمين بقبول الرسائل تعُرف ما عند الصليبيين من ذلك [2].

المرحلة الثانية: ففي التاسع من جمادي الآخرة عام 587هـ/الرابع من يوليو 1191م أثناء القتال في عكا بين المسلمين والصليبيين عندما قررت حامية عكا الإسلامية التخلي عن القتال وأرسلت إلى ريتشارد رفض عرض حامية المدينة، إلا أنه أرسل في اليوم نفسه ثلاثة رسل إلى صلاح الدين يطلبون فاكهة وثلجاً وقد ذكر الرسل أن مقدم الاسبتارية جارنيه سيحضر في اليوم التالي للتحدث في معنى الصلح وقد أكرم صلاح الدين الرسل وأدخلهم سوق العسكر وشاهدوه وعادوا في اليوم نفسه إلى عسكرهم وقد أعقب ذلك استلام مدينة عكا للصليبيين واستقبال صلاح الدين لسفراء الصليبيين حول تسليم عكا، وهو جانب يتعلق

[1] تاريخ الحروب الصليبية، محمود سعيد عمران ص 175.
[2] المصدر نفسه ص 175.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست