responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 657
لم تنجح في تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله وهو استعادة بيت المقدس من يد المسلمين.
34 - تميزت هذه الحملة الصليبية بحدوث تفاهم كبير مع المسلمين فكان الطرفان شديدي الصلة ببعضهما وتعّدى ذلك عقد صلح الرملة وإرسال الفواكه والثلج لريتشارد قلب الأسد أثناء مرضه وحضور صلاح الدين لمعالجته وكان من آثار هذا الاختلاط في حياة الفرنج ما يأتي:-
أ نقلوا عن المسلمين كثيراً من العلوم والمعارف التي كانت سائدة بينهم في تلك الفترة وقد ألقوا فيها كتباً احتوت كثيراً من التجديد والإبتكار ووضع قوانين في هذه العلوم.
ب نقلوا عن المسلمين كثيراً من الصناعات والفنون مثل صناعة النسيج والصناعة والمعادن والزجاج كما نقلوا عنهم فمن العمارة وكان لهذا النقل تأثير عميق في حياة أوروبا الصناعية والتجارية والفنية يقول جوستاف لوبون: ولم يكن تأثير الحروب الصليبية في الصناعة والفنون أقل من ذلك .. ثم يقول: وعن المسلمين أخذت أوروبا صناعة النسائج الحريرية والصباغة المتقنة .. ولم يلبث فن العمارة أن تحول في أوروبا تحولاً تاماً
ت تأثرت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية تأثراً أدى إلى نمو الحضارة الغربية وازدهارها، لولا الحروب الصليبية لتأخر نمو الحضارة في أوروبا مدة لا يعلمها إلا الله ولقد اعترف المنصفون من المستشرقين بهذه الحقيقة قبل أن يقولها مؤرخو المسلمين.
35 - تأثر الناس بوفاة صلاح الدين حتى المؤرخون الأوروبيون ترحموا على صلاح الدين وأشادوا بعدله وبقوته وتسامحه واعتبروه أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية قاطبة وفي ظني أن أعظم في ذلك العصر نور الدين محمود.
36 - كان حب صلاح الدين للجهاد والشغف به قد استولى على قلبه وسائر جوانحه استيلاءً عظيماً، بحيث ما كان له حديث إلا فيه ولا نظر إلا في آلاته، ولا كان له اهتمام إلا برجاله ولا ميل إلا من يذكره ويحثه عليه ولقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله أهله وأولاده ووطنه وسكنه وسائر بلاده وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح ميمنة وميسرة.

نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست