responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 90
تجدد بها من الحوادث ما أطمع الصليبيين في الاستيلاء عليها حيث بلغت حداً من الضعف والضائقة الاقتصادية مما أعجز أهلها عن تقديم القوت لدوابهم ولكن خوف أهلها من أنه تسقط بيد الصليبيين قد أجبرهم على استدعاء نجم الدين إيلغازي وتسليمه حلب في السنة المذكورة، واستهل إيلغازي أعماله بحلب بفرض سيطرته على بعض المواقع التابعة لها كبالنس، ومصادرة بعض رجال حلب للحصول منهم على مال يهادن به الصليبيين، فاستوجش منه أهل حلب وجندها - على حد قول ابن العديم - مما اضطره إلى مغادرتها إلى ماردين بعد أن استخلف على حلب ابنه حسام الدين تمرتاش واستغل الجند المقيمون في بالس موجة الغلاء التي مروا بها في نفس السنة 511هـ/1117م، فأرسلوا إلى الصليبيين ليسلموها إليهم فاضطر إيلغازي إلى العودة على رأس قوة من التركمان إلى حلب، فلما شعر الصليبيون بالخطر، انسحبوا عنها فتسلمها إيلغازي للمرة الثانية، وعاد إلى ماردين بعد أن عقد معهم هدنة بعدم اعتداء أي منهما على ممتلكات الطرف الآخر [1].
* نقض الصليبيين للهدنة: ولكن الصليبيين وجدوا الفرصة سانحة بعد خروج إيلغازي واغاروا على عزاز وشددوا لحصار عليها حتى اضطر من بها من المسلمين إلى التسليم، واضطر أهل حلب إلى مراسلة الصليبيين وطلبوا منهم التمسك بالهدنة التي كان قد عقدها معهم إيلغازي وأن يسلموهم أي أهل حلب تل هراق ويؤدون لهم القطيعة المقررة على حلب عن أربعة أشهر ومقدارها ألف دينار ويكون لهم من حلب شمالاً وغربا [2]. وغضب نجم الدين ايلغازي لما وصلت إليه أخبار حلب، ولكنه لم يستطع العودة إليها وانقاذها مما هي فيه لقلة عساكرها فاتجه إلى شرق منطقة الجزيرة بقصد جمع العساكر في الوقت الذي أبلغ فيه ظهير الدين طغتكين عن رغبته في الاجتماع به سنة 512هـ/1118م واجتمعا على قلعة دوسر بهدف القيام بدفع الصليبيين عن حلب ولكن ذلك لم يتسير لهما، الأمر الذي دفع الصليبيين إلى أحكام السيطرة على مداخل حلب بعد أن استولوا على بزاغة فتردت الأحوال بحلب حتى بلغت حد التلف على حد قول ابن العديم [3]، ولم يجد أهل حلب بدا من الاستعانة بالخلافة العباسية والدولة السلجوقية في بغداد، إلا أنهم لم يغاثوا نظراً لإنشغال السلاجقة بالمنازعات الأسرية فيما بينهم من جهة وضعف الخلافة العباسية من جهة أخرى.
* إعلان النفير ضد الصليبيين: لم يتيسر لنجم الدين ايلغازي لقاء الصليبيين فقد فارق

[1] زبدة الحلب (2/ 180) الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي ص 125.
[2] زبدة حلب (2/ 185 - 186).
[3] المصدر نفسه (2/ 186).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست