responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 95
اللجوء، ولما تم لايلغازي القضاء على الفتنة بحلب استناب بها ابن أخيه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، وعقد هدنة جديدة مع الصليبيين لمدة سنة كاملة، وكان هدف ايلغازي من عقد تلك الهدنة مع الصليبيين هو كسب الوقت حتى يتمكن من العودة إلى ديار بكر وحشد ما يمكن حشده من قوات ليعيد الكرة على الصليبيين، إضافة إلى خوفه من قيام الصليبيين بغارة على حلب فلا يستطيع ابن أخيه صدهم [1]، وفي ماردين استطاع نجم الدين ايلغازي أن يحشد أكبر عدد من التركمان ثم سار بهم إلى بلاد الشام في شهر ربيع الآخر سنة 516هـ/1122م، مستغلاً في ذلك الشقاق الذي حصل بين بلدوين ملك بيت المقدس ويونز صاحب طرابلس، ولكن نجم الدين ايلغازي لم يستطيع أن يحقق نصراً حاسماً على الصليبيين، وبالرغم من انضمام بلك بن بهرام بن أرتق وظهير الدين طغتكين إلى جانبه غير أنه لم يمكن الصليبيين بأن يمدوا نفوذهم وسيطرتهم على حلب [2].
* وفاة ايلغازي وأثر ذلك على المسلمين: في شهر رمضان من سنة 516هـ/1122م أحس ايلغازي بتدهور صحته فعاد إلى ميا فارقين حيث وافته منيته هناك، وبقدر ما كانت وفاة نجم الدين ايلغازي خسارة فادحة للمسلمين في بلاد الشام والجزيرة عامة فإن المصيبة كانت أعظم على أهل حلب الذين عظمت عليهم وفاته، لأن نجم الدين ايلغازي كان قد قطع أمل زعماء الصليبيين في الاستيلاء عليها، ولم تقف أهمية وفاة نجم الدين إيلغازي إلى هذا الحد، بل أدت إلى أن إمارته قد تفككت وقسمت بين أولاده حسام الدين تمرتاش الذي حصل على ماردين، وابنه سليمان الذي حصل على ميا فارقين، بينما بقيت حلب من نصيب ابن أخيه سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، واحتفظ بلك بن بهرام بن ارتق بقلعة خرتبرت وضم إليهم حران فيما بعد [3]، ويضاف إلى ذلك أن حلب التي كانت تعتمد على عساكر التركمان الذين كان يحشدهم ايلغازي من شمال الجزيرة قد افتقرت هذا العنصر البشري الذي رجح كفة المسلمين على الصليبيين في عهد إيلغازي مما جعلها عرضة لغارات الصليبيين، وضعف مركز صاحبها سليمان عبد الجبار بن أرتق عن دفع الصليبيين الذين استغلوا وفاة نجم الدين وأغاروا بقيادة بلدوين الثاني ملك بيت المقدس على بزاعة وبالس على نهر الفرات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل استطاع الملك الصليبي الاستيلاء على قلعة البيرة، حتى أصبحت حلب محاطة بالصليبيين من جميع الجهات، مما حتم على سليمان بن عبد الجبار أن يعقد مع

[1] الإمارات الارتقية ص 60.
[2] زبدة الحلب (2/ 205) الجهاد ضد الصليبيين ص 158.
[3] الشرق الأوسط والحروب الصليبية (1/ 480 - 481) للعريني.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست