نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 276
العويل للنساء والأطفال، فنحن رجال لنا قلوب لم تُخْلقَ لإرسال الدمع، ولكن لتقطر الدماء، وإنى لأرى روح الشعب قد خبت حتى ليستحيل علينا أن ننقذ غرناطة وسوف تحتضن أمُّنا الغبراء أبناءها أحراراً من أغلال الفاتح وعسفه، ولأن لم يَظْفَر أحدنا بقبر يستر رفاته، فإنه لن يعدم سماء تغطيه، وحاشا لله أن يقال إن أشراف غرناطة خافوا أن يموتوا دفاعاً عنها) [1].
وساد سكون الموت في ردهة قصر الحمراء، واليأس ماثل في الوجوه، وغاص كل عزم في تلك القلوب الكسيرة، عندئذ صاح أبو عبد الله الصغير: "الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا راد لقضاء الله، تالله لقد كتب لي أن اكون شقيا، وأن يذهب الملك على يدي" [2]، وصاح من حوله على: "الله أكبر ولا راد لقضاء الله" وقرَّروا جميعا التسليم وأن شروط النصارى أفضل ما يمكن الحصول عليه.
نهض موسى بن أبي غسان وصاح: "لا تخدعوا أنفسكم ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم، إن الموت أقل ما نخشى، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها، وتدنيس مساجدها، وتخريب بيوتنا، وهتك نسائنا وبناتنا، وأمامنا الجور الفاحش، والتعصب الوحشي والسياط والأغلال، وأمامنا السجون والأنطاق والمحارق وهذا ماسوف نعاني من مصائب الموت الشريف، أما أنا فوالله لن اراه" [3]، ثم قام وخرج وجاهد حتى استشهد رحمه الله تعالى. [1] انظر: مصرع غرناطة ص86. [2] المصدر السابق نفسه. [3] المصدر السابق نفسه.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 276