نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 291
أرض كل غرفة على حدة، ففعلوا. فإذا الماء يتسرب إلى أسفل في أحدى الغرف، فعرفوا أن الباب من هنا يفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جوار رجل مكتب الرئيس. وفتح الباب بقحوف البنادق، واصفرت وجوه الرهبان وكستها غبرة. وظهر سلم يؤدي إلى باطن الأرض ونزل القائد الكولونيل وجنده. ويذكر هذا الانسان في مذكراته مايلي [1].
فإذا نحن في غرفة كبيرة مربعة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، ربطت بها سلاسل، كانت الفرائس تقيد بها رهن المحاكمة وأمام ذلك العمود عرش "الدينونة" كما يسمونه، وهو عبارة عن "دكة" عالية يجلس عليها رئيس الديوان [2]، وإلى جانبيه مقاعد أخرى أقل ارتفاعاً معدة لجلوس جماعة القضاة ثم توجهنا إلى غرف آلات التعذيب، وتمزيق الأجسام البشرية. وقد امتدت تلك الغرف مسافات كبيرة تحت الأرض. وقد رأيت بها مايستفز نفسي، ويدعوني إلى التقزز ماحييت رأينا غرفاً صغيرة في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الأفقية ممداً بها حتى يموت. وتبقى الجثة في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من الأجداث البالية تفتح كوة صغيرة إلى الخارج، وقد عثرنا على عدة هياكل بشرية مازالت في أغلالها سجينة.
والسجناء كانوا رجالاً ونساءً تختلف أعمارهم بين الرابعة عشرة والسبعين، واستطعنا فكاك بعض السجناء الأحياء وتحطيم أغلالهم، وهم على آخر رمق [1] انظر: التعصب والتسامح بين المسيحية والاسلام لمحمد الغزالي نقلاً عن مصرع غرناطة. [2] رئيس ديوان محكمة التفتيش.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 291