نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 297
وجعل سبحانه وتعالى من أسباب هلاك الأمم الاختلاف وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه إمام المحدثين البخاري رحمه الله تعالى: (فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا) وفي رواية "فأهلكوا" [1].
وعند ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود: "فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف" [2].
قال ابن حجر العسقلاني: وفي الحديث والذي قبله الحض على الجماعة والألفة والتحذير من الفرقة والاختلاف [3].
وقال ابن تيمية رحمه الله: "وأمرنا الله تعالى بالاجتماع والائتلاف ونهانا على التفرق والاختلاف" [4].
والاختلاف المهلك للأمة هو الاختلاف المذموم وهو الذي يؤدي إلى تفرقها وتشتتها وانعدام التناصر فيما بين المختلفين كل طرف ببطلان ماعند الطرف الآخر، وقد يؤول الأمر إلى استباحة قتال بعضهم بعضاً [5].
"وإنما كان الاختلاف علّة لهلاك الأمة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاختلاف المذموم الذي ذكرنا بعض أوصافه يجعل الأمة فرقا شتى مما يضعف الأمة لأن قوتها وهي مجتمعة أكبر من قوتها وهي متفرقة، وهذا الضعف العام الذي يصيب الأمة بمجموعها يجرئ العدو عليها فيطمع فيهاجمها ويحتل أراضها ويستولي عليها ويستعبدها ويمسخ شخصيتها [1] صحيح البخاري بشرح العسقلاني (9/ 101،102). [2] المصدر السابق (9/ 102). [3] المصدر السابق نفسه. [4] انظر: مجموع الفتاوى (19/ 116). [5] انظر: السنن الالهية، د. عبد الكريم زيدان ص139.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 297