نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 313
تولدت على أثرها عداوة وبغضاء لم تزول عنهم حتى بعد زوالهم.
5 - وبسبب الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سهلت مهمة النصارى في الأندلس فأصبحت شوكتهم تقوى وتحصّلوا على مكاسب كبيرة وغاب نصر الله عن ملوك الطوائف وأهل الأندلس وحرموا من التمكين وأصبحوا في خوف وفزع من أعدائهم وبعض المدن تبتلى بالجوع بسبب حصار النصارى لهم وكم قتل النصارى من المسلمين وكم سبوا من نسائهم.
6 - ان الابتعاد عن شرع الله في الأندلس ترتب عليه انتقاض الأرض وضياع الملك، وتسلط الكفار وتوالي المصائب.
7 - أن من سنن الله تعالى المستخرجة من حقائق الدين والتاريخ إنه إذا عُصي الله تعالى ممن يعرفونه سلط عليهم من لايعرفونه ولذلك سلط الله النصارى على المسلمين في الأندلس وعندما تحرك الفقهاء والعلماء وبعض الملوك واستنصروا اخوانهم في الدين في زمن المرابطين والتفوا حول دولة الشريعة نصرهم الله على اعدائهم ثم خلصّ الله أهل الأندلس من ملوك الطوائف الظالمين وأبدلهم بأمراء عادلين منقادين لشريعة رب العالمين.
8 - إن الذنوب التي يهلك الله بها القرون ويعذب بها الأمم قسمان:
(معاندة الرسل والكفر بما جاءوا به.
(كفر النعم بالبطر والأشر وغمط الحق واحتقار الناس وظلم الضعفاء ومحباة الأقوياء والاسراف في الفسق والفجور، والغرور بالغنى والثروة، فهذا كله من الكفر بنعمة الله واستعمالها في غير مايرضيه من نفع الناس والعدل العام، والنوع الثاني من الذنوب هو الذي مارسه ملوك الأندلس وامرائهم واتقنوه اتقاناً عجيباً.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 313