نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 362
ودعم موقف الحفصيين في اعلان الخلافة سقوط بغداد بيد المغول واعتراف شريف مكة وأهل الحجاز بالخلافة الحفصية وسارع ملك غرناطة ابن الاحمر بمبايعة الحفصيين وكذلك المرينيين في المغرب الاقصى يقول السلاوي الناصري: "ولما بلغ بنو مرين بالمغرب، وغلبوا على الكثير من ضواحيه، كانوا يدعون الى أبي زكريا الحفصي تأليفاً لأهل المغرب، واستجلاباً لمرضاتهم، وإتياناً لهم من ناحية أهوائهم إذ كانت صبغة الدعوة الموحدية قد رسخت في قلوبهم ... " [1] واعترف بنو زيان في تلمسان في المغرب الاوسط بهذه الخلافة.
وبذلك ظهرت خلافة قوية في الشمال الافريقي عاصمتها تونس وبسطت نفوذها في بلاد الاندلس والمغرب والحجاز، وشعر حكام مصر بخطورة أهداف الخلافة الحفصية، وكانت السياسة المصرية في عهد المماليك تهدف الى مد سلطانها على الحجاز لاسباب دينية واقتصادية وسياسة ومن أهم تلك الاهداف السيطرة على البحر الاحمر وتجارته، فجميع الحكام الذين حكموا مصر واستقلوا بها، كالطولونيين، والاخشيديين والفاطميين (العبيديين) قد حرصوا على مد سلطانهم على الحجاز ثم جاء الأيوبيون والمماليك والعثمانيون، فساروا على نفس هذه السياسة لدرجة أنهم لقبوا أنفسهم بلقب "خدام الحرمين" [2].
وكان يحكم مصر في تلك الفترة (658 - 676هـ) السلطان الظاهر بيبرس وكان من أقوى السلاطين الذين حكموا مصر واستطاع ان يهزم المغول عند الحدود العراقية، وعلى الصليبين في الشام حتى صارت سيرته مضرباً [1] انظر: السلاوي (الاستقصا (3/ 28 - 29) نقلاً عن العبادي دراسات. [2] انظر: دراسات في تاريخ المغرب والاندلس ص127.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 362