نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74
ثانيا: المنهج السياسي:
حرص بن تومرت بعد رجوعه أن يسلك طريق النصح والإرشاد والوعظ، ولذلك اتصل بالامراء وولات الأمر في المدن والعواصم يعظهم ويرشدهم ويبين لهم مواقع الانحراف والفساد ويحمّلهم المسؤولية في ذلك، ويحثهم على القيام بالأمر الواجب من محاربة المنكر ونشر المعروف وتوّج أمره بنصح أمير المسلمين علي بن يوسف ونبهه إلى انتشار المنكرات ووعظه وأغلظ له القول وقال له (إنما أنا رجل فقير طالب الآخرة ولست بطالب دنيا ولاحاجة لي بها، غير أني آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأنت أولى من يفعل ذلك، فإنك المسئول عنه، وقد وجب عليك إحياء السنة وإماتة البدعة، وقد ظهرت بمملكتك المنكرات، وفشت البدع، وقد أمرك الله بتغييرها وإحياء السنة بها إذ لك القدرة على ذلك وأنت المأخوذ به والمسئول عنه) [1].
وبعد أن غادر مراكش بمدة يسيرة بادر بأن "خلع مبايعة علي بن يوسف من أعناق تابعيه وأصحابه، وأعلن الجميع بخلعه" [2] وانتهج ابن تومرت سياسة واضحة المعالم للقضاء على النظام القائم وبناء نظام جديد وكانت خطته تسير في سبل ثلاثة، حملة نقدية للمرابطين، وإقامة تنظيم سياسي، وتعبئة نفسية للأنصار:
1 - الحملة النقدية ضد المرابطين:
جعل ابن تومرت من اهدافه شن هجوم على حكام المرابطين، ومحاولاً فسخ ولاء القبائل للمرابطين فسخاً نهائياً وترسيخ ولائهم له: "فكل من اطاعهم [1] تاريخ الدولتين للزركشي ص (121) [2] نظم الجمان لابن القطان ص (29)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74