responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 163
أحدهم، بينما لجأ الباقون إلى السلطان مسعود ورفض أن يسلمهم للخليفة، فغضب الخليفة منه، وأمره بالرحيل عن بغداد فخرج منها في شهر ذي الحجة من عام 528هـ [1]. غير أن الخليفة علم بمسير طغرل على رأس جيشه إلى العراق، فاضطر إلى مصالحة السلطان مسعود ليقفا معًا في وجه عدوهما المشترك [2]، ثم جاءت الأخبار بوفاة طغرل وهو في طريقه إلى بغداد، فسار السلطان مسعود إلى همذان، وتولى الحكم في أول عام 529هـ ([3]
ولما استقرت السلطنة لمسعود في همذان، أخذ الأمراء الذين لجأوا إليه خوفاً من الخليفة يحرضونه على المسير لحرب الخليفة لإخضاعه للنفوذ السلجوقي، فانصاع السلطان مسعود إليهم، وأخذ يجهز جيشه لمهاجمة بغداد مما حمل الخليفة على قطع الخطبة له، وأخذ يعد العدة لحربه [4]، ثم خرج الخليفة المسترشد بالله من بغداد لقتال السلطان مسعود، ويذكر ابن الأثير أن جيش الخليفة المسترشد بالله كان سبعة آلاف جندي، بينما لم يتجاوز جيش عدوه ألفا وخمسمائة جندي، إلا أن السلطان مسعود لجأ إلى السياسة وأخذ يستميل أمراء الأطراف الذين كانوا على اتصال بالخليفة. ولكن تريث الخليفة في الطريق ساعد السلطان مسعودًا على استمالة أولئك الأمراء، وضمهم إلى جيشه، وكان الخليفة يعتقد أنه إذا خرج للقتال فسيكون الناس إلى جانبه ضد السلاجقة [5]، لكن الأمور لم تسر وفق ما خطط لها المسترشد بالله، بل حدث العكس، فلما التقت قواته بجيش السلطان مسعود، غدر به الأمراء الأتراك وأتباعهم فانسحبوا من جيشه، وانضموا إلى جيش السلاجقة، فانهزم جيش الخلافة، ووقع الخليفة نفسه في الأسر [6]، مع خواصه، فحبسهم السلطان مسعود بقلعة بقرب همذان، فبلغ أهل بغداد ذلك فحثوا على رءوسهم التراب في الأسواق، وبكوا وضجّوا، وخرجت النساء حاسرات يندبن الخليفة ومنعوا الصلاة والخطبة وكسروا منابر الجوامع [7]. قال ابن الجوزي: وزلزلت بغداد مراراً كثيرة والناس يستغيثون فأرسل السلطان سنجر إلى ابن أخيه مسعود يقول: ساعة وقوف الولد على هذا الكتاب يدخل على أمير المؤمنين ويقبل الأرض بين يديه ويسأل العفو والصفح، فقد ظهر عندنا من الآيات السماوية والأرضية ما لا طاقة لنا بسماع مثلها فضلاً عن المشاهدة من العواصف والبروق والزلازل وتشويش العساكر وانقلاب البلدان.
ولقد خفت على نفسي من جانب الله تعالى وظهور آياته وامتناع الناس من الصلوات في الجوامع ومنع الخطباء مما لا طاقة لي بحمله، فالله الله بتلافي أمرك وتعيد أمير

[1] المنتظم (10/ 36).
[2] المصدر نفسه (10/ 41).
[3] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 54.
[4] المنتظم (10/ 43).
[5] نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 55.
[6] المنتظم (10/ 44 , 45).
[7] أخبار الدول وآثار الأول (2/ 169).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست