responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 166
عليه في غير جهتنا، وأعد له زين الدين جماعة من الأكراد، فساروا بين يديه على طريق قريبة لا يعرفها من الناس إلا آحاد أو بعض آحاد فوصل مراغة أذربيجان [1].
4 - مقتل الراشد: كان الراشد حسن السيرة، مؤثراً للعدل، فصيحاً عذب العبارة، أديبًا شاعراً، جواداً، لم تَطل أيامه حتى خرج إلى الموصل ثم إلى أذربيجان، وعاد إلى أصبهان، فأقام على بابها مع السلطان داود محاصراً لها، فقتلته الملاحدة - الباطنية - هناك وكان بعد خروجه من بغداد مجيء السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه [2]، ومن كلامه الجميل: إنا نكره الفتن إشفاقاً على الرعيَّة ونؤثر العدل والأمن في البرية، ويأبى المقدور إلا تصعُّب الأمور واختلاط الجمهور، فنسأل الله العون على لمّ شَعَث الناس بإطفاء نائرة الباس [3]، وقد أعطى الله الراشد مع الخلافة صورة يوسفية وسيرة عمرية [4]. وقد ذكر الذهبي في مقتله؛ بأن الراشد خرج من الموصل إلى بلاد أذربيجان إلى مراغة وكان معه جماعة فصادروا أهلها، وعاثوا ثم ذهبوا إلى همذان فقتلوا بها، وحلقوا لحى جماعة من الفقهاء، وعتوا ومضوا إلى نواحي أصبهان، فانتهبوا القُرى، وحاصروا البلد في جمع من أجناد داود بن محمد بن محمد بن ملكشاه، فمرض الراشد مرضاً أشفى منه، بلغنا أن جماعة من العجم فراشين كانوا في خدمته، اتصلوا به هناك، فدخلوا عليه في رمضان سنة اثنتين وثلاثين فقتلوه بالسكاكين، وقُتلُوا بعده كلهم. وقيل: كان قد سقي سُمّاً، ثم دفن بالمدينة العتيقة في حجرة من بناء نظام الملك وجاء الخبر إلى عمَّه المقتفي، فعقدوا له العزاء يوماً واحداً [5]. ومع مجيء عهد المقتفي يبدأ عصر جديد للدولة العباسية حيث حرص على إعادة هيبة الخلفاء بذكاء ودهاء ونجح في ذلك إلى حد كبير، كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى.

تاسعاً: مظاهر السيطرة السلجوقية على الخلافة:
على الرغم من أن السلاجقة دخلوا بغداد بدعوة من الخليفة العباسي القائم فإنهم عدوا أنفسهم فاتحين ومنقذين للخلافة العباسية التي هدد زوالها النفوذ الفاطمي، وأصبح الجيش السلجوقي هو جيش الخلافة [6]، لذا لم تختلف علاقة السلاجقة مع خلفاء بني العباس عن علاقة البويهيين بالخلافة، على الرغم من اختلاف النظرة الدينية للسلاجقة إلى الخلافة، فعلى الرغم من اعترافهم بشرعية الخليفة العباسي باعتباره خليفة الله فإن هذا الأمر

[1] النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس، ص 143.
[2] سير أعلام النبلاء (19/ 569).
[3] سير أعلام النبلاء (19/ 570).
[4] سير أعلام النبلاء (19/ 570).
[5] سير أعلام النبلاء (19/ 572).
[6] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 243.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست