نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 194
ظل الوزراء الأقوياء الذين سيطروا على زمام الأمور، فقد أصبح الوزير يشرف على القطائع الخاصة بالخليفة العباسي فالوزير عميد الدولة محمد بن محمد بن جهير عندما نال دست الوزارة كسب ود الخليفة وأثبت مقدرته الإدارية، باشر هذا الوزير بالإشراف على قطائع الخليفة [1]، كما حمل الوزراء على عاتقهم مسئوليات توفير المواد الغذائية للسكان وبأسعار ثابتة - معقولة - فالوزير ظهير الدين أبو شجاع الروذراورى عندما نال الوزارة في سنة 476هـ منع وعاقب الموظفين الذين يحاولون استغلال مناصبهم لتحقيق رغباتهم الشخصية كالاعتداء على أموال الناس وبذلك عم الرخاء، وانخفضت أسعار المواد الغذائية [2]. ويذكر الثعالبي: أن من أهم الصلاحيات المالية للوزير العباسي هي السعي في عمارة البلاد، وإصلاح خللها، وتثمير الأموال والمزروعات، وبالأموال تشمخ وتكثر الأعوان [3]، فضلاً عن الإشراف على دخل الدولة من الأموال والمجوهرات والمواد النفيسة التي تضاف إلى بيت المال، ومعرفة مصروفاتها على مؤسسات الدولة، وما يصرف على بلاط الخليفة وغيرها من الأموال [4]، وأشرف الوزراء على إصلاح الأراضي الزراعية وسد البثوق وعمارة البلاد وزيادة واردات المال، كما نال الوزراء صلاحيات واسعة بيّنها الماوردي قائلاً: يجوز للوزير أن يتصرف في أموال بيت المال يقبض ما يستحق له ويدفع ما يجب فيه [5].
4 - العسكرية: نال الوزراء مكانة مرموقة لدى خلفاء بني العباس، ولذا أوكلوا إليهم قيادة الجيوش العباسية لمحاربة أي عدوان أجنبي، كما خولوا لهم الإشراف على الجيوش العباسية، فقد لعب الوزير يحيى بن هبيرة دوراً لامعاً في قيادة الجيوش العباسية التي سرعان ما هددت كيان الدولة السلجوقية والقضاء عليها في العراق [6]، وقد شارك كثير من وزراء بني العباس خلفاءهم في قيادة الجيوش المحاربة، فعندما خرج الخليفة المسترشد بالله لقتال السلطان مسعود السلجوقي في سنة 529هـ خرج الوزير على بن طراد الزينبي معه إلا أنه وقع في الأسر مع الخليفة العباسي، كما وقف الوزير علي بن الحسن بن صدقة إلى جانب الخليفة العباسي المسترشد بالله في قيادة العساكر ومقارعة السلاجقة [7]، فضلاً عن ذلك فإن الوزير يتولى استعراض الجيوش في المناسبات وقيادة الجيوش العباسية لقمع الفتن والاضطرابات في الأقاليم التابعة والخاضعة لنفوذ الخليفة العباسي [8]، كما خول للوزير [1] دولة آل سلجوق، ص 37, الوزارة العباسية، ص 84. [2] وفيات الأعيان (5/ 135، 136). [3] تحفة الأمراء، ص 69، الوزارة العباسية، ص 85. [4] الأحكام السلطانية، ص 27. [5] الوزارة العباسية، ص 86. [6] المنتظم (10/ 214). [7] الوزارة العباسية، ص 86. [8] المنتظم (10/ 214).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 194