responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 305
الحسن بن محمد الزعفراني حيث يقول الشافعي: وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل وسبق لهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنَّاهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين هم أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاماً وخاصاً وعزماً وإرشاداً وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا [1].
الأصل الرابع: مجانبة أهل الأهواء والبدع والكلام وذمهم:
حذر السلف - رحمهم الله - من مجالسة أهل البدع والأهواء وأوجبوا هجرهم وأخرجوهم من مجالسهم, وسار على هذا النهج الإمام الشافعي, وقد روي أن سبب تركه بغداد وهجرته إلى مصر ظهور المعتزلة ببدعهم وتسلطهم على الناس وقد كانت الدولة خاضعة لهم, ومن أقواله رحمه الله في هجر المبتدعة قوله: ما ناظرت أحداً علمت أنه مقيم على بدعة [2]. قال البيهقي: وهذا لأن المقيم على البدعة قلما يرجع بالمناظرة عن بدعته وإنما كان يناظر من يرجو رجوعه إلى الحق إذا بينه له وبالله التوفيق [3]، وقد جعل الشافعي رحمه الله علامة الإيمان متابعة السنة وعلامة البدعة مخالفة السنة ولم ينظر إلى ما سوى ذلك مما يدلس به المبتدعة على الناس بما يظهرونه من شعوذة ودجل ويسمونه كرامة [4] فعن يونس بن عبد الأعلى قال: قلت لمحمد بن إدريس الشافعي: قال صاحبنا الليث بن سعد: لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته. فقال الشافعي: أما إنه قصر, لو رأيته يمشي في الهواء ما قبلته [5]. وقد ذم الإمام الشافعي علم الكلام فقال فيه: لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء والله ما توهمته قط ولأن يبتلى المرء بجميع ما نهى الله عنه ما خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه الله بالكلام [6]. وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويجعلوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم, هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام [7]. هذه بعض الأصول في إثبات العقيدة التي نظّر لها الإمام الشافعي وكتب عنها ولا شك أن المدارس النظامية اعتمدتها في مدارسها.

[1] إعلام الموقعين (1/ 80) , منهج الشافعي في إثبات العقيدة، ص 130.
[2] مناقب البيهقي (1/ 175).
[3] المصدر نفسه (1/ 175) , منهج الشافعي في إثبات العقيدة، ص 138.
[4] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 139.
[5] مناقب البيهقي (1/ 470).
[6] المصدر نفسه (1/ 454).
[7] شرح السنة, للبغوي (1/ 218).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست