نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315
فقال له رجل: يا أبا عبد الله فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه -يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع- فقال أحمد لمن حوله: اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئاً من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه. وبئست الخصلة في أهل العلم [1].
وقال ابن كثير بعد ذكر بعض النصوص من عقيدة الإمام الشافعي في الخلفاء: وفيها موافقته لأهل السنة في ذلك فهذه أسانيد صحيحة، ونصوص صريحة عن الإمام أبي عبد الله الشافعي في مذهب أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً [2]. فتبين لهذا قول أحمد بن عبد الله العجلي في الشافعي أنه شيعي وهذا القول من العجلي مجازفة بلا علم وإنما غرّه في ذلك ما قدمناه من أن أهل اليمن لما رموه في جملة أولئك القرشيين وحمل معهم إلى الرشيد وكان فيهم تشيع اعتقد من لا يعلم أن الشافعي إذ ذاك على مذهبهم وإلا فالإمام الشافعي أعظم محلاً وأجل قدراً من أن يرى رأي الشيعة الرافضة وهو ذو الفهم التام والذكاء الزائد والحفظ الخارق والفكر الصحيح والعقل الرجيح, ثم ذكر الأدلة على متابعته لمذهب السلف من الصحابة ... ثم ذكر الأبيات الموهمة لتشيعه وهي:
يا راكبا قف بالمحصب من منى ... واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي (3)
ثم قال: قلت: ليس برفض حب آل محمد, وكل أهل السنة يحبون آل محمد - صلى الله عليه وسلم - ويجب عليهم ذلك كما يجب عليهم حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجمعين, ومع حب الآل يقدم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي كل نص عليه الشافعي وأئمة الإسلام [4]. وكما رد ابن كثير هذه التهمة فقد ردها الذهبي حيث يقول: من زعم أن الشافعي يتشيع فهو مفتر لا يدري ما يقول. وقال: لو كان شيعياً -وحاشاه من ذلك- لما قال: الخلفاء الراشدون خمسة بدأ بالصديق وختم بعمر بن عبد العزيز [5]، والصحيح أن خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي - رضي الله عنه - , وقد بينت ذلك في كتابي عن الحسن بن علي - رضي الله عنه - ونقلت أقوال أهل العلم في ذلك. ومما يشهد للشافعي على سلامته من عقيدة الشيعة غير ما سبق رده على زعم الشيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على إمامة علي - رضي الله عنه - قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» [6]، فقال: يعني [1] مناقب البيهقي (2/ 259). [2] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 492.
(3) طبقات السبكي (1/ 299). [4] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 493. [5] السير (10/ 58، 59). [6] مسند أحمد (1/ 84) , إسناده صحيح، صحيح الجامع رقم 6399.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315