responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 353
كتب التراث للاقتصاديين المسلمين، وهي: الغياثي لإمام الحرمين وهو أسبقها، وقواعد الأحكام لسلطان العلماء وهو أمتعها، ومقدمة ابن خلدون وهو أشملها [1].
6 - عودته إلى مذهب السلف ورجوعه عن علم الكلام:
يعتبر الجويني إمام الحرمين من أعظم أعلام الأشاعرة، ولا يكاد يذكر المذهب الأشعري إلا يسبق إلى الذهن هذا الإمام المشهور كأحد من يتمثل هذا المذهب في أقواله وكتبه، وقد قام إمام الحرمين باجتهادات داخل المذهب الأشعري، فالجويني وإن تبنى أقوال شيوخه السابقين ونقلها إلا أنه رد أو ناقش منها ما يرى أنه يستحق الرد والمناقشة [2]، ولما كان الجويني ممن خاض في مسائل علم الكلام أكثر ممن سبقه وما تميزت به شخصيته من استقلال واعتداد، بحيث لا يرى غضاضة في مخالفة شيوخه ولو كانوا أعلاماً كالأشعري والباقلاني وابن فورك وأبي إسحاق الإسفراييني وغيرهم، فقد برز في كتبه ما يدل على تراجعه على بعض أقواله ويمكن عرض الشواهد التالية:
أ- حيرته في مسأله العلو: وسُئل عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: [5]] فقال: كان الله ولا عرش. وهو الآن على ما كان عليه، فرد عليه أحد العارفين، لكن الضرورة في قلوبنا تطلب العلو ولا نلتفت يمنة ولا يسرة، وما قال عارف قط يا رباه إلاّ وسبقه نظره إلى فوق، فما كان من إمام الحرمين إلا أن ضرب بكمه السرير، وصاح بالحيرة والدهشة [3]، وجاء في رواية الذهبي: أخبرني أبو جعفر الحافظ، سمعت أبا المعالي وسئل عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 50] فقال: كان الله ولا عرش. وجعل يتخبَّطُ، فقلت: هل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال: ما معنى هذه الإشارة؟ قلت: ما قال عارف قط: يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة - يقصد الفوق - فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؛ فتنبئنا نتخلص من الفوق والتحت؟ وبكيت وبكى الخلق، فضرب بكمه على السرير، وصاح الحيرة، ومَزَّق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد، ونزل يقول: يا حبيبي: الحيرة الحيرة والدهشة [4]، وجاء في رواية: حيرني الهمذاني [5].
ب- عودته إلى مذهب السلف في الصفات: قال أبو المعالي في كتاب الرسالة النظامية:

[1] الفكر الاقتصادي عند إمام الحرمين الجويني للدكتور رفيق يونس، ص 87، 88.
[2] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 602).
[3] طبقات الشافعية (5/ 190)، العقيدة النّظامية، ص 78.
[4] سير أعلام النبلاء (18/ 47) , العلو للذهبي، ص 18.
[5] مختصر العلو للألباني، ص 277، إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست