responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 371
ألف كتابه «تهافت الفلاسفة» الذي قيل عنه: إنه طعن الفلسفة طعنة لم تقم لها بعد في الشرق قائمة [1] , يقول الدكتور سليمان دنيا: واختار له اسم (تهافت الفلاسفة) وعنى بهذا الاسم - فوق دلالته على الكتاب - التشهير بالفلاسفة، والإعلان عنهم بأنهم متهافتون، فحسب من يقرأ عنوان الكتاب فقط، أو حتى يسمع به، أن يعرف أنه محاولة لإثبات تهافت الفلاسفة، وعنى بالتهافت ما أوضحه في المقدمة الأولى من الكتاب نفسه بقوله: .. فلنقتصر على إظهار التناقض في رأي مقدمهم الذي هو الفيلسوف المطلق والمعلم الأول. فالتهافت الذي اختاره مضافاً إلى الفلاسفة، معناه التناقض، أي تناقض الفلاسفة، يعني تناقض أفكارهم وتعارضها وتساقطها، وليس كالتناقض اسم يؤدي ما يؤديه من دلالة على هوان الفكر الموصوف به، وسخفه وحقارته، فكان الغزالي أقسى ما يكون على الفلاسفة بهذه التسمية [2]. يقول الشيخ الأستاذ أبو الحسن الندوي في وصف الكتاب: ويتسم هذا الكتاب بقوة التعبير، وسلامة العبارة، وسهولة الأسلوب، بخلاف عامة الكتب التي أُلفت في الموضوع، ويدل على أن مؤلفه ممتلئ بالإيمان والثقة بدينه، والاعتداد بشخصيته وتفكيره. ينظر إلى الفلاسفة القدماء كأقران وزملاء، ورجال من مستواه العقلي والفكري، يناقشهم ويباحثهم بحرية، ويقرع الحجة بالحجة، وكان المسلمون في حاجة شديدة إلى هذا الطراز من المؤلفين، والباحثين، الذي يواجه الفلسفة بإيمان وثقة، وعقل حر، وشجاعة علمية، يكفر بعصمة الفلاسفة وقدسيتهم وعبقريتهم وكونهم فوق مستوى البشر في العقل والتفكير. وبهذه الصفة يتجلى الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة) فجاء في أوانه وقضى حاجة زمانه [3].
ويشرع الغزالي - بعد أربع مقدمات ذكر فيها منهاجه - في البحث، وشرح حال الفلاسفة، وفرق علومهم التي تصادم الشريعة، والتي لا تصادمها، وناقش الفلاسفة في شرائعهم ومقدماتهم للبحوث الإلهية، وبعد هذا كله يشرع الغزالي في بيان مسائل الفلاسفة ومناقشتهم في ذلك في ضوء البحث العلمي والحجة العقلية، وهي ست عشرة مسألة في الإلهيات وما بعد الطبيعيات، وأربع في الطبيعيات، ويبين فيها ضعف استدلالهم وتناقضهم واختلافهم وتهافت عقيدتهم [4]. وقد ساعد الغزالي على نجاحه في تسديد هذه الضربة القاصمة أمور منها:
التمهيد لها كما رأينا.
- تحديد ميدان المعركة وهو الجانب الإلهي من الفلسفة، واستبعاد الجوانب الأخرى

[1] تهافت الفلاسفة، تحقيق د. سليمان دنيا، ص 15.
[2] تهافت الفلاسفة، تحقيق د. سليمان دنيا، ص 15.
[3] رجال الفكر والدعوة (1/ 201، 202).
[4] المصدر نفسه (1/ 201).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست