نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 392
مناقضات الخصوم، والقدرة على التشدق فيها، بتكثير الأسئلة وإثارة الشبهات، وتأليف الإلزامات، حتى لقَّب طوائف منهم أنفسهم بأهل العدل والتوحيد، وتسمَّى المتكلمون العلماء بالتوحيد.
- التذكير: والتذكير هو الذي عناه الله سبحانه وتعالى, فنقل ذلك إلى ما ترى أكثر الوعاظ في هذا الإيمان يواظبون عليه، وهو القصص والأشعار، والشَّطح والطامات.
- والحكمة: والحكمة هي التي أثنى الله عز وجل عليها فقال: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]. فصار اسم الحكيم يُطلق على الطبيب والشاعر والمنجم؛ حتى على الذي يُدحرج القرْعة على أكُفَّ السَّوادية في شوارع الطرق [1].
وبعد هذه المقارنة بين معاني هذه الألفاظ القديمة ومحلَّ استعمالها وبين معانيها المحُدثة ومحل استعمالها وبيان التحريف الذي وقع في إطلاق هذه الكلمات وتفسيرها يقول: فقد عرفت كيف صرف الشيطان دواعي الخلق عن العلوم المحمودة إلى المذمومة، فكل ذلك من تلبيس عُلماء السوء بتبدُّل الأسامي، فإن اتبعت هؤلاء اعتماداً على الاسم المشهور من غير التفات إلى ما عُرف في العصر الأول، كنت كمن طلب الشرف بالحكمة باتباع ما يُسمى حكماً؛ فإن اسم الحكيم صار يُطلق على الطبيب والشاعر والمنجم في هذا العصر، وذلك بالغفلة عن تبديل الألفاظ [2]. وهكذا يهيب الغزالي بالعلماء، في قوة وصراحة وشجاعة وإخلاص وعمق وتحليل علمي، ويثير فيهم الغيرة والشعور، ويستحثهم على الرجوع إلى مركزهم في الأمة، وهو خلافة الأنبياء والوصاية الدينية والخلقية على المجتمع الإسلامي والحسبة على الحكومة والحكام، والخواصّ والعوام، معتقداً بأنهم حجر الزاوية في إصلاح المجتمع، وبصلاحهم صلاح العالم، وبفسادهم فساد العالم، ثم يلتفت إلى السلاطين والأمراء، لأنهم الركن الثاني في إصلاح النوع الإنساني [3].
جـ- نقد السلاطين الظلمة: لم يكن نقد الغزالي ولا نصحه موجها للجمهور فحسب ولا للعلماء والمتصوفة ونحوهم من الطبقات فحسب، بل شمل نصحه وتوجيهه السلاطين والوزراء، الذين بأيديهم أمر المسلمين وطالما ذكر أن صلاح الأمة لا يتم إلا بصلاح هاتين الفئتين: أهل العلم والفكر، وأهل السياسة والسلطة، فهما الصنفان اللذان إذا صلحا صلح [1] الإحياء (1/ 28 - 34) , رجال الفكر والدعوة (1/ 221). مفهوم التوكل: الأخذ بالأسباب والتعلق بالله سبحانه وتعالى دون الاعتماد عليها. [2] رجال الفكر والدعوة في الإسلام (1/ 222). [3] المصدر نفسه (1/ 222).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 392