responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 396
الطعام للجياع، والإنفاق على المساكين، فهذا أفضل له من تجويعه نفسه، ومن صلاته لنفسه مع جمعه للدينار ومنعه للفقراء [1]، وقد تحدث الغزالي عن صور كثيرة من الأخطاء والبدع التي وقعت في المجتمع واستطاع تصويرها بريشته البارعة، فصور مخايل، وقسمات وجه ذلك المجتمع، وجسم دقائقه وتجاعيده، ويظهر في ذلك كله ذكاؤه، وسعة إطلاعه، ودقة ملاحظته وبراعة تصويره، وسلامة تفكيره [2].
4 - ميادين الإصلاح عند الغزالي: لم يكتف الغزالي بتشخيص الأدواء التي ضربت المجتمع في زمانه وإنما جعل هذا التشخيص مقدمة لاستخلاص ميادين العلاج, وكذلك يمكن القول إن ميادين الإصلاح عند الغزالي اشتملت على الميادين التالية ([3]):
أ- العمل على إيجاد جيل جديد من العلماء والمربين: يرى الغزالي أهمية العلماء الربانيين في الإصلاح, ولذلك خلص إلى وجوب هذا النوع من العلماء وتحديد وظيفتهم وعلاقاتهم بالسلاطين [4]: فالعلماء هم أطباء الدين عليهم أن يطلبوا مرضى العقول والنفوس لعلاجهم لأنهم ورثة الأنبياء، والأنبياء ما تركوا الناس على جهلهم بل كانوا ينادونهم في مجامعهم, ويدورون على أبواب دورهم في الابتداء ويطلبونهم واحداً واحداً فيرشدونهم. فإن مرضى القلوب لا يعرفون مرضهم ... وهذا فرض عين على العلماء، وعلى السلاطين كافة أن يرتبوا في كل قرية ومن كل محلة فقيهاً متديناً يعلم الناس دينهم، فإن الخلف لا يولدون إلا جهالاً فلا بد من تبليغ الدعوة إليهم في الأصل والفرع, والدنيا دار المرضى إذ ليس في بطن الأرض إلا ميت ولا على ظهرها إلا سقيم، ومرضى القلوب أكثر من مرضى الأبدان، والعلماء أطباء، والسلاطين قوّام دار المرضى، فكل مريض لم يقبل العلاج بمداواة العالم يسلم إلى السلطان ليكف شره كما يسلم الطبيب المريض الذي لا يحتمي أو الذي غلب عليه الجنون إلى القيم ليقيده بالسلاسل والأغلال ويكف شره عن نفسه وعن سائر الناس [5]. وللعلماء الذين يقومون بوظيفة تطبيب الناس من مرض الدنيا شروط وصفات حددها الغزالي فيما يلي:
- أن لا يطلب العالم الدنيا بعلمه.
- أن تكون عناية العالم بتحصيل العلم النافع في الآخرة المرغب في الطاعات مجتنبا

[1] إحياء علوم الدين (3/ 352) , رجال الفكر والدعوة (1/ 230).
[2] رجال الفكر والدعوة (1/ 231).
[3] هكذا ظهر جيل صلاح الدين، ص 133.
[4] المصدر نفسه، ص 134.
[5] إحياء علوم الدين (4/ 50).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست