responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 407
يستحقها بدون غلو أو جفاء [1]، قال ابن تيمية في معرض تقويمه لكتابي: إحياء علوم الدين وقوت القلوب لأبي طالب المكي: أمّا كتاب قوت القلوب وكتاب الإحياء تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب: مثل الصبر، والشكر، والحب، والتوكل، والتوحيد ونحو ذلك, وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية من أبي حامد الغزالي، وكلامه أسُّد وأجود تحقيقاً، وأبعد عن البدعة، مع أنَّ في قوت القلوب: أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة. وأمّا ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل: الكلام على الكبر، والعُجب والرياء والحسد ونحو ذلك، فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية، ومنه ما هو مردود، ومنه ما هو متنازع فيه والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوًّا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين. وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه وقالوا: مرّضه الشفاء يعني: شفاء ابن سينا في الفلسفة وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرّهاتهم, وفيه -مع ذلك - من كلام مشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنًّة ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنَّة، ما هو أكثر ممَّا يرد منه, فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه [2].
وقال أيضاً: والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفا وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي, وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة، كما أن المادة الفلسفية في كلام ابن عقيل قليلة أو معروفة، وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية ومادة من ترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة [3]. وقال الذهبي: وأما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة وفيه خير كثير، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء ومُنحرفي الصوفية, نسأل الله علماً نافعاً، تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسّره الرسول - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً، ولم يأت نهي عنه، قال عليه السلام: «من رغب عن سنتي، فليس مني» [4]، فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في «الصحيحين»، وسنن النسائي، ورياض النووي وأذكاره، تُفلح وتُنجِح [5]. وقال الذهبي: الغزالي إمام كبير وما

[1] منهج أهل السنة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم للصويات، ص 143.
[2] مجموع الفتاوى (10/ 55) , الفتاوى الكبرى (2/ 194).
[3] مجموع الفتاوى (6/ 54 - 55).
[4] البخاري رقم 5063، مسلم رقم 1401.
[5] سير أعلام النبلاء (19/ 340).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست