نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 433
(مراكش والجزائر) سبتة وطنجة ومليلة والمرسى الكبير، ثم اتصلت هذه المحاولات باحتلال البرتغاليين للبحرين ومسقط بقصد محاصرة الأساطيل العربية في البحر الأحمر والخليج [1]. وكان البرتغاليون قد وصلوا إلى رأس الرجاء الصالح عام 1487هـ واستطاع ألفونسو البوكرك إقامة دولة في الشرق واستولى على مدينة هرمز. ثم سيطر البرتغاليون على الخليج العربي خلال القرن السادس عشر، أو أبحر فاسكودي جاما إلى موزمبيق, وفي عام 1502م سيطر على زنجيبار, وعام 1505م خرج من البرتغال أسطول تعداده عشرون سفينة فاحتلوا سفالة وكلوة وممباسا وبلغوا مسقط وهرمز عام 1509م, وفي عام 1519م احتلوا السواحل الإفريقية وانتزعوها من أيدي المسلمين [2].
غير أن هذه الحركة لم تصل إلى ما كانت تطمع فيه فقد أوقفتها القوة الإسلامية العثمانية النامية التي استطاعت أن تقضي عليها، فقد ظهر العثمانيون في مياه الخليج 1585م وقابلهم أهل الساحل بحماس شديد, كما دخلت دولة المماليك مع البرتغال في حروب بحرية، ثم خلف الفرنسيون والهولنديون والإنجليز والبرتغال وإسبانيا وخطوا خطوات واسعة كان أبرزها استيلاء هولندا على أرخبيل الملايو، وفرنسا وانجلترا على إفريقيا واستأثرت إنجلترا بالهند, كما ناهض الإنجليز البرتغاليين وأرسلوا سفنهم إلى بلاد فارس عام 1616م، وقد استطاع العثمانيون إنقاذ العالم الإسلامي من الغزو البرتغالي الإسباني الذي استهدف خنق التجارة الإسلامية، وحين حاولوا السيطرة على ساحل المغرب الإسلامي للإغارة عليه وضربه، سارع العثمانيون بالسيطرة على المغرب كله ما عدا مراكش واستطاعوا مواجهة الإسبان في حوض المتوسط وجزائره وسواحله، وأدالوا منهم، وبذلك استطاعت القوة البحرية العثمانية أن تحفظ شاطئ البحر المتوسط للإسلام والمسلمين, واستطاع العثمانيون أن يسيطروا على ساحل شرق إفريقيا وشمال المحيط الهندي في مطلع القرن الثامن عشر فأرهب ذلك الأوربيين. واستطاع أحمد بن سعيد 1740هـ أن يقف في وجههم في عمان حيث فقد البرتغاليون الأمل في استرداد هذه المنطقة، وقد كانت عمان بعد سقوط الأندلس أكبر قوة عربية ودامت نهضتها من عام 1000هـ إلى 1250هـ وقد استولت على ثغور البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج، فإفريقيا الشرقية إلى رأس الرجاء الصالح، وفي بضعة أجيال صار أهل عمان سادة هذه البحار العظمى الثلاثة، وصار لهم أسطول ضخم هاجم الأسطول البرتغالي وأجلاه عن جميع الثغور الهندية والفارسية والإفريقية ..
ولم يصبر الإنجليز على هذه الدولة البحرية التي كانت تهددهم في أملاكهم في آسيا وإفريقيا؛ فعملوا على مدى ثمانين عاماً على إضعافها والقضاء عليها وضرب [1] هجمات مضادة في التاريخ الإسلامي، ص 38. [2] المصدر نفسه، ص 38.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 433