نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 495
الوقت الذي كان فيه القتال دائراً وصل أسطول فاطمي يتألف من تسع عشرة سفينة, فاصطدم بالأسطول الصليبي المحاصر للمدينة، وتغلَّب عليه، وأسر بعض قطعه وتمكَّن الأسطول الفاطمي من دخول الميناء، وهو يحمل الغلال والميرة، مما أعطى السكان الأمل والصمود والدفاع عن مدينتهم، تجاه هذا الوضع العسكري. استنجد بلدوين بالجنوية، فأمدُّوه بأربعين سفينة مشحونة بالمقاتلين، فتقَّوى بهم، وضَّيق الحصار على بيروت، وهاجمها بكل قواته البرية والبحرية يوم الجمعة (21 شوال 503هـ/13نيسان 1110م) فاشتد القتال بين الطرفين، وقُتل قائد الأسطول الفاطمي وخلق كثير من المسلمين, ولم ير الإفرنج من تقدم وتأخر أشد من حرب هذا، لدرجة أن القتال استمر بشكل متواصل ليل نهار، حتى ملك الصليبيون المدينة بالسيف.
وفشلت السفن الفاطمية التي قدمت من صور وصيدا في كسر الطوق البحري، وحاول عضد الدولة التنوخي الهرب مع جماعة من أعوانه، لكنه وقع في الأسر، وقتله الصليبيون، ونهبت بيروت، وسُبي من كان فيها، وبلغ عدد القتلى عشرين ألفًا [1]، وخرجت من مصر نجدة فاطمية لمساعدة بيروت قوامها ثلاثمائة فارس، لكن وقعت في كمين نصبه الصليبيون عند نهر الأردن [2].
3 - سقوط صيدا: اهتم الفاطميون والسلاجقة الذين تناوبوا على حكم صيدا بتحصينها، فقد قام الوالي الفاطمي سعد الدولة الأفضلي بعمارة برج فيها في (491هـ/1098م) , وحصنّها أميرها مجد الدولة التنوخي في عام 494هـ/1101م مما جعلها تقوى على الصمود في وجه الصليبيين لبعض الوقت [3]، وجرت عدة محاولات صليبية للاستيلاء عليها، وفي أوائل عام 504هـ/ صيف 1110م وصل إلى عطا سبعون مركباً يحمل عشرة آلاف مقاتل نرويجي بقيادة سيجورد، أحد ملوك النرويج. وما إن علم بلدوين بوصولهم حتى سارع لاستقبالهم، وأظهر اغتباطه بقدومهم وأحاطهم بكل مظاهر الحفاوة والتشريف، وأقنع الملك النرويجي بمشاركته في الاستيلاء على صيدا، كما استدعى برتراند حاكم طرابلس، فجاء بقواته وانضم إليهما، وبدأ الحلفاء في فرض حصار بري وبحري على صيدا في 13ربيع الآخر/19 تشرين الأول, وقطعوا طرق الإمدادات إليها، ومع ذلك قام أسطول فاطمي أبحر من ثغر صور بمهاجمة السفن النرويجية، كاد يبيدها كلها، لولا أن وصل في الوقت المناسب أسطول بندقي يقوده دوق البندقية أورديلافو فالييري، فاشترك مع الأسطول النرويجي في حصار المدينة، ومهاجمتها من جهة البحر، وعجزت [1] تاريخ الفاطميين د. محمد طقّوش، ص 455. [2] ذيل تاريخ دمشق، ص 269. [3] أخبار الأعيان في جبل لبنان (2/ 506 - 507).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 495