نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 500
المبحث الرابع
أسباب نجاح الحملة الصليبية الأولى
نجحت الحملة الصليبية إلى حد كبير في تثبيت وتأسيس أربع إمارات لاتينية: الأولى في أعالي الفرات وهي الرها، والثانية في أعالي الشام وهي أنطاكية، والثالثة على الساحل الشامي وهي طرابلس، أما الرابعة فكانت في قلب فلسطين وهي بيت المقدس [1]، إضافة إلى أربع بارونيات كبرى هي: صيدا ويافا وعسقلان والجليل، واثنى عشر إقطاعاً تسلمها أصحابها من الملك الصليبي مقابل تقديم فروض الولاء والطاعة له وتتمثل في: أرسوف، حبرون، الداروم، قيسرية، نابلس، بيسان, حيفا، تبنين بانياس، كيفا، اللد، وبيروت [2]. وجدير بالذكر أن هذا النجاح الذي حققه يرجع إلى عدة عوامل وأسباب ساهمت
فيه منها:
أولاً: انعدام الوحدة السياسية في العالم الإسلامي:
بدأ الضعف يتسرب إلى جسم الدولة العباسية المترامية الأطراف في العقود الأخيرة من القرن الثاني للهجرة (الثامن الميلادي) عندما بدأت بعض الولايات البعيدة عن مركز الدولة في بغداد، تنفصل مكونة دولاً مستقلة وتعجز الخلافة عن إعادتها للسيطرة المركزية، فقد تأسست دولة الإدارسة في أقصى المغرب عام 172هـ - 788م [3]، كما تأسست دولة الأغالبة في تونس 184هـ - 800م، ثم قامت الدولة الفاطمية على أنقاض دولة الأغالبة في تونس عام 297هـ/909م، وفي مصر قامت الدولة الطولونية عام 254هـ/868م، أعقبتها الدولة الإخشيدية عام 323هـ/935م, وفي عام 358هـ/969م استولى الفاطميون على مصر وجعلوا القاهرة عاصمة دولتهم، وهكذا خرج المغرب الإسلامي ومصر بشكل تدريجي من حيث الزمان والمكان عن نطاق الدولة العباسية، وظهرت خلافة جديدة تسيطر على النصف الغربي من العالم الإسلامي وتسعى للسيطرة على النصف الشرقي الذي أصابه ما أصاب النصف الأول من حيث قيام الدول المستقلة، فقد قامت الدولة الطاهرية في خراسان عام 205هـ/820م وتبعتها الدولة الصفارية عام 254هـ/867م، ثم غلبت على المنطقة [1] دور الفقهاء والعلماء في الشرق الأدنى، ص 37. [2] المصدر نفسه، ص 37. [3] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة، ص 24.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 500