responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 567
الحصار، حتى أكل الناس الميتات وورق الشجر، وفرضوا على رضوان مبلغاً من المال كان يحمله إليهم سنوياً [1]، وحصل الإسماعيلية الباطنية الرافضية على مكانة مرموقة في حلب، بفضل تشيع رضوان لآرائهم، ومساعدته لهم، ومن ثم صار يستخدمهم في اغتيال خصومه السياسيين [2]، وكان يميل إلى الفاطميين، فخطب للمستعلي في بلاده، ولوزيره الأفضل، ودامت الخطبة لهما عامين في حلب وكان ذميم السيرة، قرب الباطنية، وعمل لهم دار دعوة في حلب فكثروا, وهلك سنة 507هـ [3]، وصفه المؤرخ أبو المحاسن فقال: كان شحيحاً بخيلاً قبيح السيرة، وليس في قلبه رحمة للرعية، وكانت الفرنج تغير وتسبي .. ولا يخرج إليهم [4]، خلفه ابنه ألب أرسلان المعروف بالأخرس، فنكب الإسماعيلية وقتل زعيمهم أبا طاهر الصائغ، وبقية زعماء تلك الطائفة.

ج- حملة مودود الثالثة ضد الرها: ومع أن مودوداً وجد نفسه وحيداً في حركة الجهاد إلا أنه قام في شهر ذي القعدة 505هـ/ شهر آيار 1112م، بمهاجمة الرها فجأة، وحاصرها لكن المدينة صمدت في وجه الحصار، فرأى عندئذ أن يترك حولها قوة عسكرية ويهاجم سروج في شهر محرم عام 506هـ/ شهر تموز عام 1112م بوصفها المعقل الثاني للصليبيين شرقي الفرات. وبهذه الخطة العسكرية يكون مودود قد قسَّم قواته وأضعفها متخلياً عن حذره في مواجهة الصليبيين، وكانت النتيجة أن لحق به جوسلين صاحب تل باشر وهزمه وقتل عدداً كبيراً من رجاله، فلم يسعه عند ذلك إلا التراجع نحو الرها، لكن جوسلين سبقه إليها لمساعدة بلدوين دي بورج في الدفاع عنها، وفي الوقت الذي كانت تدور فيه هذه الأحداث، تآمر الأرمن في الرها ضد بلدوين، واتصلوا بمودود ليخلصهم من حكم الصليبيين، وجرى الاتفاق على أن يساعدوه في الاستيلاء على قلعة تسيطر على القطاع الشرقي من المدينة، مما يمكنه بعد ذلك من الاستيلاء على بقية المدينة بسهولة، لكن وصول جوسلين السريع حال دون تنفيذ الاتفاق ورُدَّ المسلمون على أعقابهم، فلم يتمكنوا من انتزاع المدينة من أيدي الصليبيين [5].

د- حملة مودود ضد إمارة بيت المقدس (معركة الصنبرة): [6] ظل مودود متمسكاً بفكرة جهاد الصليبيين وهي المهمة التي عهد إليه بها السلطان محمد السلجوقي، بوصفه ممثله

[1] الكامل في التاريخ (8/ 544).
[2] الجهاد والتجديد، ص 119.
[3] الكامل في التاريخ (8/ 552) سير أعلام النبلاء (19/ 315).
[4] النجوم الزاهرة (5/ 205).
[5] تاريخ الزنكيين عن الموصل وبلاد الشام، ص 76.
[6] الصنبرة: موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه وبين طبرية ثلاثة أميال.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست