نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 568
في إقليم الجزيرة وبلاد الشام، فتحرك في مطلع عام 507هـ/شهر حزيران عام 1113م على رأس تحالف إسلامي لقتال الصليبيين في بيت المقدس بناءً على استنجاد طغتكين أتابك دمشق به، بعد أن تعرضت إمارته لهجمات شديدة من صليبيي بيت المقدس، الذين نفذوا من وادي التيم إلى البقاع، ووصلوا إلى بعلبك، وانضم تميرك صاحب سنجار، وأباز بن إيلغازي أمير ماردين إلى هذا التحالف [1] , وكان هدف المسلمين منطقة فلسطين, فنجحوا في استدراج الملك بلدوين إلى أراضي دمشق حتى جسر الصنبرة، الواقع في المجرى الأعلى لنهر الأردن, وفي الثالث عشر من شهر محرم حدث اللقاء الذي انتهى بانتصار المسلمين، ونزلت بالصليبيين هزيمة ساحقة، فارتد ملك بيت المقدس إلى طبرية [2]، ولم يلبث أن وصل لنجدته روجر أمير أنطاكية، وبونز أمير طرابلس، في حين لم يستطع أمير الرها الحضور لأن إمارته كانت بحاجة إلى حماية دائمة [3]، ومضى المسلمون في زحفهم، بعد المعركة، حتى بلغوا طبرية، غير أنهم لم يغامروا فقرروا الانسحاب إلى دمشق [4]. وكان ذلك أول مرة تتعاون الموصل ودمشق في حرب الصليبيين في مملكة بيت المقدس. وتكمن أهمية الأتابك مودود في أنه أعاد للمسلمين الثقة بأنفسهم، فتحولوا من الدفاع إلى الهجوم في علاقاتهم مع الصليبيين وبلور فكرة الاتحاد بين المسلمين، وأعطاها بُعداً سياسياً وعسكرياً، فأضحى أمراؤهم على استعداد للتعاون المثمر بنوايا صادقة [5].
هـ- مقتل مودود: سيَّر مودود وحليفه رسولا إلى السلطان السلجوقي في أصفهان يبشرانه بما تم على أيديهما من فتح وبعثا مع الرسول بعض ما غنماه، وعدداً من أسرى الفرنج ورؤوسهم إلا أن بُعد المسلمين عن بلادهم، وانقطاع الإمداد والتموين عنهم، واشتداد البرد عليهم، اضطرهم إلى وقف عملياتهم في المنطقة والعودة إلى دمشق في الحادي والعشرين من ربيع الأول على أمل الرجوع ثانية لقتال الصليبيين عند حلول الربيع، وبعد أن يتلقى مودود جواب السلطان على رسالته، والتعليمات التي سيصدرها بهذا الصدد [6]. ودخل جامع دمشق يوم الجمعة في ربيع الأول، ليصلى فيه، وطغتكين، فلما فرغوا من الصلاة وخرج إلى صحن الجامع ويده في يد طغتكين، وثب عليه باطني فضربه فجرحه أربع جراحات وقتل الباطني، وأخذ رأسه، فلم يعرفه أحد فأحرق، وكان مودود صائماً، فحمل إلى دار طغتكين، واجتهد به ليفطر فلم يفعل وقال: لا لقيت الله إلا صائماً، فمات من يومه [1] الكامل في التاريخ (8/ 550). [2] المصدر نفسه (8/ 550). [3] ذيل تاريخ دمشق، ص 294 - 297. [4] المصدر نفسه، ص 297. [5] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 77. [6] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 122.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 568