نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 572
واحداً في وجه الصليبيين، مما ساعد على بلورة فكر الجهاد الإسلامي وتوحيد الجبهة الإسلامية في أذهان بعض قادة المسلمين وعلى رأسهم عماد الدين زنكي (1)
وقال ابن الجوزي متحدثاً عن طغتكين بأنه: كان شهماً عادلاً حزن عليه أهل دمشق حين وفاته، فلم تبق محلة ولا سوق إلا والمآتم قائمة فيه لعدله وحسن سيرته، حكم الشام خمساً وثلاثين سنة ما بين (497 - 522هـ) وسار بسيرته ابنه، فترة, ثم تغير وظلم [2].
ز- ما ترتب على حملات بطل الإسلام مودود من نتائج: وعلى الرغم من الإخفاق الذي حل بحملات بطل الإسلام مودود إلا أنها تمخضت عن عدد من النتائج المهمة في مسار تاريخ حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، ويمكن إجمالها في الآتي:
- إن إمارة مودود - على قصر مدتها - تعد نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسلامي- الصليبي خلال تلك المرحلة المبكرة، فقد صارت فكرة الجهاد حقيقة واقعة [3]، ووجدت فارسها المخلص الذي حمل لواءها ما يقرب من نصف المدة التي تولى فيها أمر إمارة الموصل [4].
- يمكن اعتبار حملات مودود مقدمة لحملات عماد الدين زنكي مع عدم إغفال الفارق الزمني في صورة الثلاثة عقود الفاصلة بين إنجاز كل منهما, والتي أدت إلى سقوط إمارة الرها الصليبية عام 539هـ/ 1144م حيث إن مودوداً وجه حملاته الأولى إلى الرها وتل باشر، وعمل على إرهاق أهلها على نحو نصفه بأنه المقدمة الأولى لجهود زنكي ضدها، على اعتبار أن قافلة الجهاد متصلة قائداً من بعد قائد.
- كشفت حملات مودود عن الضعف الذي كانت عليه القوى الإسلامية في بلاد الشام والجزيرة وعدم إخلاص بعضها لقضية الجهاد ضد الغزاة الصليبيين [5].
وعلى الرغم من الدور الرائد الذي قام به مودود؛ إلا أننا نجد البعض يرى أن عماد الدين زنكي هو الذي وضع أساس حركة الجهاد ضد الصليبيين [6]، وفي هذا إجحاف بدور تلك القيادة السلجوقية. وواقع الأمر أن المؤرخين الذين أرخوا لتلك المرحلة من تاريخ الصراع الإسلامي الصليبي انبهروا بحجم الإنجاز الكبير الذي قام به عماد الدين زنكي من حيث إسقاط أول إمارة صليبية أقيمت في المنطقة، فتصوروا أن المراحل السابقة عليه ليست
(1) الجهاد ضد الصليبيين، ص 172. [2] سير أعلام النبلاء (19/ 519،520). [3] شرف الدين مودود، عبد الغني رمضان, ص 150. [4] الحروب الصليبية بين الشرق والغرب، ص 156. [5] المصدر نفسه، ص 156. [6] الحروب الصليبية بين الشرق والغرب، ص 157.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 572