نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79
أصحابه لا تقارن بعدد الروم وأتباعه, قيل إنهم قرابة خمسة عشر ألفًا [1]، ولم يكن لديه وقت لاستدعاء مدد من المناطق التابعة له وقال قولته المشهورة: أنا أحتسب عند الله نفسي, وإن سعدت بالشهادة ففي حواصل الطيور الخضر من حواصل النسور الغبر رمسي، وإن نصرت فما أسعدني وأنا أمسي ويومي خير من أمسي [2]، وهجم بمن معه على مقدمة الأعداء وكان فيها عشرون ألفاً معظمهم من الروس، فأحرز المسلمون عليهم انتصاراً عظيماً وتمكنوا من أسر معظم قوادهم [3].
2 - عرض السلطان ألب أرسلان المصالحة على ملك الروم: ثم أرسل السلطان ألب أرسلان من قبله وفداً إلى إمبراطور الروم وعرض عليه المصالحة ولكنه تكبر وطغى ولم يقبل العرض [4]، وقال: هيهات!! لا هدنة ولا رجوع إلا بعد أن أفعل ببلاد الإسلام مثل ما فُعل ببلاد الروم [5]، وجاء في رواية: لا هدنة إلا ببذل الري، فحمى السلطان وشاط [6]، فقال إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي [7]: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين [8].
3 - اندلاع المعركة وانتصار المسلمين: أعد المسلمون العدة للمعركة الفاصلة واجتمع الجيشان يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 463هـ، فلما كان وقت الصلاة من يوم الجمعة صلى السلطان بالعسكر ودعا الله تعالى وابتهل وبكى وتضرع وقال لهم: نحن مع القوم تحت الناقص [9] وأريد أن أطرح نفسي عليهم في هذه الساعة التي يُدعى فيها لنا وللمسلمين على المنابر، فإما أن أبلغ الغرض وإما أن أمضي شهيداً إلى الجنة، فمن أحب أن يتبعني منكم فليتبعني، ومن أحب أن ينصرف فليمض مصاحباً فما هاهنا سلطان بأمر ولا عسكر يؤمر فإنما أنا اليوم واحد منكم، وغاز معكم، فمن تبعني، ووهب نفسه لله تعالى فله الجنة أو الغنيمة, ومن مضى حقت عليه النار والفضيحة. فقالوا: مهما فعلت تبعناك فيه وأعناك عليه [10]، فبادر ولبس البياض وتحنط استعداداً للموت وقال: إن قتلت [1] مختصر تاريخ دولة آل سلجوق، ص 40. [2] مختصر تاريخ دولة آل سلجوق، ص 40. [3] المنتظم (8/ 261). [4] الفتوح الإسلامية عبر العصور، ص 198 [5] المنتظم (8/ 361). [6] سير أعلام النبلاء (18/ 415). [7] الدولة العثمانية للصَّلاَّبي، ص 30. [8] سير أعلام النبلاء (18/ 413). [9] يقصد بهذه العبارة قلة العدد. [10] المنتظم (8/ 262) , الفتوح الإسلامية عبر العصور، ص 199.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79