responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 87
رواتبهم لم يزل يدفعهم إلى التظاهر والعصيان، والتهديد بمبايعة الأمير السجين إذا لم تلب طلباتهم، وأحس النظام بحرج الموقف ودقته وأنه لا بد أن يتخذ رأيا حاسماً لقطع النزاع، فوافق رؤساء الجيش على مشروعية مطالبهم ووعدهم بأنه سيحدث السلطان ويقنعه بتنفيذها، وهدأت الأحوال، وذهب لمقابلة السلطان وأخبره بما انتهى إليه الحال وأشار عليه -كما يذكر معظم المؤرخين - بقتل عمه في الحال, فأصدر السلطان أمره وقتل وما إن عاد رؤساء الجيش ليستفسروا عما تمّ بخصوص مطالبهم حتى فاجأهم «النظام» بأنه ما استطاع مفاتحة السلطان بأمرهم حيث وجده حزيناً على فقد عمه الذي امتص السّم من خاتم في أصبعه ومات في السجن، فعادوا واجمين خائفين، ولم يستطع أحدهم القيام بحركة مناوأة، واستتبّ الأمن في البلاد [1]، ولم يتخلص السلطان من عمه حتى زحف نحو سمرقند وعبر نهر جيحون سنة 467هـ ليأخذ بثأر أبيه من البلاد التي اغتيل فيها، ولكنه لم يصل إليها حتى هرب حاكمها - خاقان البتكين - فتوسط له «النظام» وأجيب لذلك [2]. ثم استمرت شفاعات «النظام» تترى على السلطان في طلب الصفح عن الخارجين بعد اعتذارهم، وإعادتهم إلى مقر وظائفهم واتخذ وسيلة جديدة هذه المرة في سياسته الحربية كان فيها رسول سلام ابتداءً من سنة 467هـ إلى 473هـ، حيث خرج على السلطان أخوه «تكش» بعد أن التحق بجيشه الجنود الذين فصلهم من سلك الخدمة العسكرية خلافاً لرأي وزيره «النظام»، وكان بـ «بوشنج» واستولى على مرو الروز الشاهجلمان، فسار السلطان إلى خراسان ودخل نيسابور قبل أن يصلها أخوه ثم التقيا «بترمذ» واصطلحا أيضاً سنة 473هـ.

ثانياً: اهتمامه بالرعية وشيء من عدله ومواقفه:
1 - تفقده للرعية: زار الأقاليم وتفقد أحوال الرعية واحتياجاتهم بنفسه وبنى المخافر في السبل فانتشر الأمن من حدود الصين إلى البحر المتوسط، ومن جورجيا إلى اليمن جنوباً، وقام بجولة من أصبهان إلى الأنبار ومنها إلى الموصل، ثم سار إلى حلب حيث قضى على بعض أمرائها، وكان وزيره النظام يرافقه في جميع سفراته وجولاته وهو الذي يدبر الأمور له [3]، وكانت دولته، صارمة، والطرقات في أيامه آمنة، ومع عظمته يقف للمسكين والمرأة والضعيف فيقضي حوائجهم [4]، وقد عمّر العمارات الهائلة، وبنى القناطر، وأسقط المكوس والضرائب وحفر الأنهار الكبار، وبنى مدرسة أبي حنيفة والسوق وبنى الجامع الذي يقال له: جامع السلطان ببغداد [5].

[1] نظام الملك، ص 347.
[2] الكامل في التاريخ (6/ 265).
[3] نظام الملك 348.
[4] البداية والنهاية (16/ 130).
[5] البداية والنهاية (16/ 130).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست