نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 89
اعتصاره على أيدينا، فطلب منها شربة أخرى، فذهبت لتأتيه بها فوقع في نفسه أن يأخذ هذا المكان منهم ويُعَوَّضهم عنه، فأبطأت عليه ثم خرجت وليس معها شيء فقال: مالك؟ فقالت: كأن نيّة سُلطاننا تغيَّرت علينا، فتعسَّر علىَّ اعتصاره - وهي لا تعرف أنَه السلطان - فقال: اذهبي فإنك الآن تقدرين، وغير نيته إلى غيرها، فذهبت، وجاءته بشربة أخرى سريعاً فشربها وانصرف. فقال له ملكشاه: هذه تصلح لي، ولكن قُصَّ على الرعيَّة حكاية كسرى الأخرى حين اجتاز ببُستان، فطلب من ناطوره، عنقوداً من حصرم، فإنه قد أصابته صفراء، وعطش. فقال له الناطور: إنَّ السلطان لم يأخذ حقه منه، فلا أقدر أن أعطيك منه شيئاً. قال: فعجب الناس من ذكاء الملك وحسن استحضاره هذه في مقابلة تلك [1].
7 - إقامة العدل على الأمراء: واستعداه رجلان من الفلاحين على الأمير خُمارتكين أنه أخذ منهما مالاً جزيلاً وكسر ثنيَتيهما وقالاً: سمعنا بعدلك في العالم، فإن أقدتنا منه كما أمرك الله وإلا استعدينا عليك الله يوم القيامة، وأخذا بركابه، فنزل عن فرسه وقال لهما: خُذا بكُمَّى فاسْحبَانى إلى دار نظام الملك، فهابا ذلك، فعزم عليهما، ففعلا ما أمرهما به، فلما علم النظام بمجيء السلطان إليه خرج مسرعاً من خيمته، فقال له الملك: إنَّي قلدتك الأمر لتُنصف المظلوم ممَّن ظلمه، فكتب من فوره بعزل خمارتكين وحلَّ إقطاعه وأن يرد إليهما أموالهما وأن يقلعا ثنيَّتيه إن قامت عليه البيَّنة، وأمر لهما الملك من عنده بمائة دينار [2].
8 - المال مال الله والعباد عبيده: أسقط مرة بعض المكوس، فقال رجل من المستوفين: يا سلطان العالم إن هذا يعدل ستَّمائة ألف دينار وأكثر. فقال ويحك، إن المال مال الله، والعباد عبيده، والبلاد بلاده، وإنَّما يبقى هذا لي عند الله, ومن نازعني في هذا ضربت عنقه [3].
9 - إني أغار على هذا الوجه الجميل من النار: غنَّته امرأة حسناء فَطرِب وتاقت نفسه إليها، فهم بها، فقالت: أيها الملك، إنَّي أغار على هذا الوجه الجميل من النار وبين الحلال والحرام كلمة واحدة، فاستدعى القاضي فزوجه بها [4].
10 - أقمت لك جيشاً يسمى جيش الليل: كان نظام الملك يهتم بالعلماء والزهاد والمدارس العلمية وينفق الأموال الضخمة على الأساتذة والطلاب جميعاً، فسعى بالوشاية إلى السلطان ملكشاه خصومه وقالوا له إن النظام ينفق في كل سنة على الفقهاء والصوفية والقراء ثلاثمائة ألف دينار [5]، ولو صرف هذا المال على جيش لرفع رايته على أسوار [1] البداية والنهاية، (16/ 132). [2] البداية والنهاية، (16/ 132). [3] البداية والنهاية (16/ 132). [4] المصدر نفسه (16/ 133). [5] في سراج الملوك للطرطوشي: ستمائة ألف دينار، ص 227.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 89