responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 137
إنما أمرت له بذلك، فإن سخطتم فهو رد. قالوا: إنا نسخطه، فأمر عثمان عبد الله أن يرده فرده [1]. وقد ثبت في السنة تنفيل أهل الغناء والبأس في الجهاد [2].
3 - وكان قد بقى من الأخماس والحيوان -في فتح أفريقية- ما يشق حمله إلى المدينة، فاشتراه مروان بمائة ألف درهم، ونقد أكثرها وبقيت منه بقية، وسبق إلى عثمان مبشرا بالفتح، وكانت قلوب المسلمين في غاية القلق خائفة من أن يصيب المسلمين نكبة من أمر أفريقية، فوهب له عثمان ما بقي جزاء بشارته. وللإمام أن يعطي البشير ما يراه لائقا بتعبه وخطر بشارته، هذا هو الثابت في عطية عثمان لمروان، وما ذكروه من إعطائه خمس أفريقية فكذب [3]. لقد كان عثمان - رضي الله عنه - شديد الحب لأقاربه، ولكن ذلك لم يمل به إلى غشيان محرم أو إساءة السيرة والسياسة في أمور المال أو غيرها، وإنما دست في كتب التاريخ أكاذيب باطلة كان خلفها الدعاية السبئية والشعبية الرافضية ضد عثمان - رضي الله عنه -.
إن سيرة عثمان - رضي الله عنه - في أقاربه تمثل جانبا من جوانب الإسلام الكريمة الرحيمة لقوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23]، وقوله جل ثناؤه: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26] كما أنها تمثل جانبا عمليا من سيرة المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقد رأى من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلم من حاله ما لم ير أو يعلم غيره من منتقديه، وعقل من الفقه ما لم يعقله مثله من جمهرة الناس، وكان مما رأى شدة حب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أقاربه وبره لهم وإحسانه إليهم، وقد أعطى عمه العباس ما لم يعط أحدا عندما ورد عليه مال البحرين [4]. وولى عليا وهو ابن عمه وصهره، ولعثمان وسائر المؤمنين في رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعظم القدوة [5].
يقول ابن كثير -رحمه الله-: وقد كان عثمان - رضي الله عنه - كريم الأخلاق ذا حياء

[1] تاريخ الطبري (5/ 253).
[2] فصل الخطاب في مواقف الأصحاب، ص84.
[3] فصل الخطاب في مواقف الأصحاب، ص84.
[4] البخاري، كتاب الجزية.
[5] البداية والنهاية (7/ 201).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست