نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 218
بالخيل، وكان يلي الخيل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قد أعد في كل مصر من أمصار المسلمين خيلا كثيرة معدة للجهاد، وكان في الكوفة أربعة آلاف فرس، فإذا داهم العدو الثغور الإسلامية ركبها المسلمون المجاهدون وساروا مجدين لقتاله [1]، وكان سلمان يتولى الخيل بالكوفة [2].
وكان شجاعا في الفروسية، قال سلمان: (قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم [3] كلهم يعبد غير الله، ما قتلت منهم رجلا منهم صبرا). إنه لا يقتل حتى عدوه الكافر بالله الذي يعبد غير الله، لا يقتله في ساحة القتال صبرا بل ينذره ثم يصاوله مصاولة الأنداد، ويقتله عندما يجد فرصة لقتله، فلا يكون هذا القتل غدرا، ولا يكون صبرا [4].
لقد كان مثالا للمجاهد الصادق المحتسب، الذي يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا لا يبالي على أي جنب كان في الله مصرعه، وأخيرا سقط مضرجا بدمائه ولم يسقط السيف من يده، إنه قدوة حسنة لكل جندي ولكل قائد في ماضيه المشرف المجيد، وفي أعماله الفذة الخالدة [5]. هذا وقد استشهد سنة اثنتين وثلاثين هجرية أو سنة ثلاث وثلاثين هجرية [6] , رضي الله عنه, الفقيه المحدث، القاضي العادل، الأمين النزيه، الإداري الحازم، الفارس المغوار، البطل الشهيد، القائد الفاتح سلمان بن ربيعة الباهلي [7].
11 - حبيب بن مسلمة الفهري من قادة الفتوح في عهد عثمان:
كان حبيب على صغر سنه يتنقل من ساحة عمليات إلى ساحة عمليات أخرى، فاتحا مرة، ومددا مرة أخرى، وكان النصر حليفه في كل معركة خاضها، قدم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بالمدينة غازيا، وكان يومئذ صغيرا، وشهد غزوة تبوك تحت لواء الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وبهذه الغزوة بدأ جهاده وهو يناهز العشرين من عمره القصير ([8])، [1] قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص169. [2] أسد الغابة في معرفة الصحابة، (2/ 327). [3] المستلئم: الجندي الذي لبس عدته وأصبح جاهزا للقتال. [4] الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 633). [5] قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص170. [6] المصدر نفسه، ص171. [7] المصدر نفسه، ص172. [8] كان عمره يوم تولى منصب قيادة منطقة الجزيرة وإدارتها 28 سنة.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 218