نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243
ورد من دوره في الجهاد؛ سواء في رد الروم وطردهم عن الإسكندرية وتثبيت الأمن في أنحاء مصر، أم في قضايا الخراج التي دارت فيها بين عثمان وبين عمرو خلافات في الرأي [1]. وبعد عزل عمرو بن العاص عن مصر مرة أخرى أو عن ولاية الإسكندرية على أرجح الآراء، وبعد رفضه ما اقترحه عثمان - رضي الله عنه - من ولايته على الأجناد وولاية ابن أبي السرح على الخراج، أقر عثمان عبد الله بن أبي السرح مرة أخرى على مصر، وأصبح هو الوالي الرسمي لمصر، والمدير الفعلي لولاية مصر بأجنادها وخراجها ومختلف شئونها [2]. وقد كانت ولاية مصر في أول أمرها هادئة مستقرة إلى أن تمكن مثيرو الفتنة من أمثال عبد الله بن سبأ من الوصول إليها وإثارة الناس فيها، فكان لهم وللمتأثرين بهم دور كبير في مقتل عثمان - رضي الله عنه - [3]، وسيأتي بإذن الله تعالى تفصيل ذلك. ثامنًا: ولاية البصرة:
استشهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وواليه على البصرة أبو موسى الأشعري، وكان المجتمع البصري في تلك الفترة قد بدأ يشهد تغيرات أساسية في بنيته السكانية والاجتماعية حيث أصبحت البصرة من أكبر المعسكرات الإسلامية؛ إذ هاجر إليها العديد من القبائل وقام جندها بفتح الكثير من المواقع، وبالتالي اكتسبت أهمية خاصة في بداية عهد عثمان [4]. وقد انشغل الناس بأمورهم الخاصة إضافة إلى الأمور العامة من جهاد وغيره، وبالتالي فإن الولاية على مثل هذه المنطقة وكذلك ما يتبعها من أقاليم أخرى تعتبر مهمة ليست باليسيرة وتتطلب دراية خاصة بإدارة أحوال تلك الولاية، ولعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يحس بمقدرة أبي موسى الخاصة على إدارة تلك الولاية؛ حيث أوصى الخليفة من بعده أن يترك أبا موسى في الولاية من بعده أربع سنوات بعد وفاته [5]. وقد كانت فترة ولاية أبي موسى للبصرة فترة جهاد وكفاح برز فيها دور أهل البصرة، كما برز فيها أبو موسى - رضي الله عنه - بفتح العديد من المواقع في [1] الولاية على البلدان (1/ 179) , فتوح البلدان، ص217. [2] الولاية على البلدان (1/ 79). [3] المصدر نفسه (1/ 186). [4] التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة، صالح العلي، ص141. [5] سير أعلام النبلاء (2/ 391)، الولاية على البلدان (1/ 186).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243