responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 309
5 - وفي الفتنة يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا يسير، وتتحكم فيها الشهوات والشبهات، ويصير أهل الإسلام الصحيح غرباء في سلوكهم وتصرفاتهم، ويصبح المتمسك بدينه أشبه ما يكون بالذي يقبض على الجمر أو على الشوك، صابرا محتسبا ما يصيبه من الألم والأذى في سبيل دينه وما يعتقد أنه حق.
6 - وفي الفتنة يحفظ الله طائفة من الناس، فلا تلتبس بالفتنة، ولا تتلطخ أيديهم من دماء المسلمين، يسعون في إصلاح ذات البين، والدعوة إلى مبادئ الإسلام الصحيحة من رحمة وأخوة وسيكون موقفهم غريبا بدون شك وسط الجموع الهائجة والأهواء المستحكمة [1].
7 - وفي الفتنة يلعب اللسان دورا أخطر من السيف، بل إن اللسان يكون غالبا منشأ الفتن والبلايا، فرب كلمة شر مسمومة انطلقت فأشعلت النار في القلوب، وهيجت ما كان مستكنا في النفوس، وشحذت العواطف، وكانت سببا في فتن ضارية [2].
8 - وفي الفتنة ينقص العلم؛ إما بموت العلماء أو بسكوتهم واعتزالهم إيثارا للسلامة، أو لانصراف الناس عنهم لسبب من الأسباب، ويسود عندها الجهل، ويتخذ الناس رؤساء جهالا، فيفتوا بغير علم، فيُضِلوا ويَضِلوا، ويسود الرويبضة -وهو التافه من الناس- ويستعلي السفهاء منهم [3].
9 - وفي هذه الأحاديث أن الله -عز وجل- ضمن لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألا يهلك هذه الأمة بالسنين والمجاعات، وألا يسلط عليهم عدوا فيتمكن منها دائما، مهما كانت قوة هذه العدو وإمكانياته وجبروته، ولكن الأمر الذي لم يضمنه الله لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو ألا تختلف هذه الأمة، وسيكون هذا هو الباب الذي يدخل منه العدو الخارجي؛ إذ أن الأمة إذا اختلفت فيما بينها وقتل بعضها بعضا، ضعفت عوامل القوة فيها، وتمكن منها عدوها فعبث بخيراتها ومقدراتها، ولن يرفع عنها حتى تعود إلى تحقيق القوة في نفسها بالوحدة، وجمع الكلمة، والاحتكام إلى شرع الله [4].

[1] أحداث وأحاديث الفتنة الأولى، ص 346 - 348.
[2] المصدر نفسه، ص348.
[3] المصدر نفسه، ص348.
[4] المصدر نفسه، ص348.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست