نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 318
الناس، حتى ظهرت على ذلك الشكل العنيف المتفجر بدءا من النصف الثاني من خلافة عثمان، وبلغت قمة فورانها في التمرد الذي أدى إلى استشهاد عثمان - رضي الله عنه - [1].
لما توسعت الدولة الإسلامية عبر حركة الفتوح حصل تغير في تركيبة المجتمع واختلالات في نسيجه؛ لأن هذه الدولة بتوسعها المكاني والبشري ورثت ما على هذه الرقعة الواسعة من أجناس، وألوان، ولغات، وثقافات، وعادات، ونظم، وأفكار، ومعتقدات، وفنون أدبية وعمرانية، ومظاهر، وظهرت على سطح هذا النسيج ألوان مضطربة وخروقات غير منتظمة، ورقع غير منسجمة، مما صيرت المجتمع غير متجانس في نسيجه التركيبي وبالذات في الأمصار الكبرى، بمواقعها وأهميتها، تدفع بجيوش الفتوح وتستقبلها وهي عائدة، وقد نقص عددها بالموت والقتل، وتستقبل بدلا عنهم أو أكثر منهم أعدادا وفيرة من أبناء المناطق المفتوحة، فرس، وترك، وروم، وقبط، وكرد، وبربر، وكان أكثرهم من الفرس أو من النصارى العرب أو غيرهم أو من اليهود [2]. وأكثر سكان هذه الأمصار الكبيرة هم ممن شاركوا في حركة الفتح الإسلامي ثم استقروا في هذه الأمصار، وكان أغلب هؤلاء من القبائل العربية من جنوبها وشمالها وشرقها، والذين لم يكونوا - عادة - من الصحابة، وبمعنى أدق ليسوا ممن تلقوا التربية الكافية على يد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , أو على أيدي الجيل الأول من الصحابة؛ إما لانشغالهم بالفتوح أو لقلة الصحابة. وقد حصلت تغيرات في نسيج المجتمع البشري المكون من جيل السابقين وسكان البلاد المفتوحة، والأعراب ومن سبقت لهم ردة، واليهود والنصارى، وفي تكوين نسيج المجتمع الثقافي، وفي بسطة عيش المجتمع، وفي ظهور لون جديد من الانحرافات، وفي قبول الشائعات [3].
1 - المتغيرات في نسيج المجتمع البشري:
أ- لقد تكون هذا النسيج من قطاعات عدة:
قطاع الأسبقين ممن بقى من الصحابة ومن الذين نالوا قسطا من رعاية الصحابة، ولكن هذا القطاع وذاك ظل يتناقص إما عن [1] الدولة الأموية المفترى عليها، ص166. [2] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص379. [3] المصدر نفسه، ص380.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 318